Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 18-20)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله ( تعالى ) : { مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ } - إلى قوله - { عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ } ، التقدير عند سيبويه ، والأخفش ، وفيما نَقُص عليكم مثل الذين كفروا ، كما قال : { مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ } [ الرعد : 35 ] . وقال الكسائي تقديره مثل أعمال / الذين كفروا كرماد . ومعنى الآية : أنه مثل ضربه الله لأعمال الكفار يوم القيامة ، وأنها مثل رماد ضربته ريح عاصف . فماذا تبقى منه ؟ ( كذلك ) لا يبقى للكفار من أعمالهم شيء ينتفعون به ، لأنهم أرادوا بها غير الله ( سبحانه ) . ووصف ( يوم ) بالعصوف ، ( وحقيقته ) للريح ، وإنما جاز ذلك لأنه بمعنى النسب . تقديره : في يوم في عصف ، ( وتقديره ) عند الفراء : في يوم عاصف الريح ، وحذفت الريح لتقدم ذكرها . { لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَىٰ شَيْءٍ } : أي : لا يقدرون أن ينفعهم شيء من أعمالهم ، كما لا يقدرون على النفع بشيء ، من رماد اشتدت به الرياح في يوم عاصف . { ذٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلاَلُ ٱلْبَعِيدُ } : أي : عملهم الذي كانوا يعملون ضلال ، بعيد عن الحق . ثم قال تعالى ذكره : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحقِّ } والمعنى : ألم تر يا محمد بعين قلبك أن الله أنشأ السماوات والأرض بالحق ، أي انفـ ( ـر ) د بذلك من غير ظهير ، ( ولا ) معين . { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ } : أي يفنيكم ، { وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ } عوضاً منكم ، { وَمَا ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ } : أي : وما ذهابكم ، وخلق عوضكم بممتنع على الله ( عز وجل ) ، لأنه القادر على ما يشاء . فأول الآية خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، والمراد به أمته دلّ على ذلك أنه رد الخطاب في آخر الآية إليهم ، فقال : { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ } .