Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 7-9)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ } - إلى قوله - { إِلَيْهِ مُرِيبٍ } والمعنى : واذكروا إذ تأذن ربكم . ( أي ) : أعلمكم ربكم . ومنه الأذان ، لأنه إعلام . " وتفعل " يقع على موضع " أفعل " ، والعرب تقول : أوعدته ، وتوعدته ، بمعنى واحد . وقال ابن مسعود : { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ } : أي : قال ربكم . وكذلك قال ابن زيد : معناه : قال ربكم ذلك التأذن . { لَئِن شَكَرْتُمْ } : معناه : القسم ، والمعنى : ولئن شكرتم ربكم بطاعتكم إياه ، فيما أمركم به ، ونهاكم عنه ، ليزيدنكم من النعم . وقال الحسن : معناه : لأزيدنكم من طاعتي . وقال سفيان بن عيينة : ( قال سفيان ) : ليست الزيادة من الدنيا ، أهون على الله من أن يجعلها ثواباً لطاعته ، ولا أثاب ( بها ) أحداً من رسله وأهل طاعته ، وهم أشكر الخلق . وقيل : المعنى : لئن أطعتموني بالشكر ، لأزيد ( نكـ ) ـم من أسباب الشكر ما يعينكم عليه . وقيل : إن المعنى : لأزيد ( نكـ ) ـم من الرحمة والتوفيق والعصمة . وقوله : { وَلَئِن كَفَرْتُمْ } : أي ( إن ) كفرتم النعمة ، فجحدتموها بترك الشكر عليها . { إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } : أي : لشديد على من كفر وعصى . ثم قال تعالى : { وَقَالَ مُوسَىۤ إِن تَكْفُرُوۤاْ أَنتُمْ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً } . أي : قال لقومه : إن تكفروا ، فتجحدوا نعمة الله عليكم ، ويفعل مثل ذلك كل من في الأرض { فَإِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ } عنكم وعنهم . { حَمِيدٌ } : أي : ذو حمد إلى خلقه بما أنعمه عليهم . ثم قال تعالى : { أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ } . والمعنى : إن الله تعالى أخبرنا خبر الأمم الماضية ، الذين لا يحصى عددهم إلا الله ( عز وجل ) { جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ } : بالآيات الظاهرات ، يدعونهم إلى الله ( سبحانه ) وإلى طاعته . { فَرَدُّوۤاْ أَيْدِيَهُمْ / فِيۤ أَفْوَٰهِهِمْ } : أي : عضت الأمم على أصابعها ، تغيظاً على الرسل ، قاله ابن مسعود . وقال ابن زيد : هو مثل : { عَضُّواْ عَلَيْكُمُ ٱلأَنَامِلَ مِنَ ٱلْغَيْظِ } [ آل عمران : 119 ] . وقيل : المعنى : أنهم لما سمعوا كتاب الله عز وجل عجبوا منه ، و ( و ) ضعوا أيديهم على أفواههم تعجباً . قاله ابن عباس . وقيل : المعنى : كذبوهم بأفواههم ، وردوا عليهم . قاله مجاهد . وقال قتادة : كذبوا الرسل ، وردوا عليهم بأفواههم ، فقالوا : { وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ } . وهو مثل قول مجاهد . وقيل : معناه : إنهم كانوا يشيرون بأيديهم إلى أفواههم ، يسكتون الرسل إذا دعوهم إلى الإيمان أن اسكتوا تكذيباً لهم ، ورداً لقولهم . وقيل : المعنى : إنهم كانوا يضعون أيديهم على أفواه الرسل ، رداً لقولهم ، وتكذيباً ( لهم ) . وقيل : هو مثل يراد به السكوت ، لأن العرب تقول : سألت فلاناً ( في ) حاجة فرد يده في فيه ، إذا سكت عنه فلم يجبه . فالمعنى : أنهم يسكتون إذا دعتهم الرسل إلى الله ، فلا يقبلون الدعاء وقيل : المعنى : ( فردوا أيدي الرسل ) في أفواههم ، أي : ردوا نعم الله ، التي أتتهم على ألسنة الرسل بأفواههم . فتكون " في " بـ ( ـمعنى ) " الباء " ، واليد تكون في كلام العرب : النعمة ، يقال : لفلان عندي ( يد : أي : نعمة ، وكان ( … ) على هذا القول ( … ) يكون على وزن ( … ) لأن جمع يد ( النعمة ) : أيادٍ ، وجمع اليد من الجارحة : أيدٍ . وقوله : { لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ ٱللَّهُ } يدل على كثرة من مضى من الخلائق . قال ابن مسعود : وكذب النسَّابون . قال عروة بن الزبير : ما وجدنا أحداً يدري ما وراء عدنان . وقال ابن عباس : بين عدنان ، وإسماعيل ثلاثون أباً لا يُعرفون . ثم أخبر عنهم تعالى بما قالوا للرسل ( فقال ) : { وَقَالُوۤاْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ } : أي : كفرنا بما جئتمونا من ترك عبادة الأوثان [ وقالوا ] : { وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَآ إِلَيْهِ } أي : لفي شك من توحيد الله الذي تأمروننا ( به ) . { مُرِيبٍ } : أي : يريبنا ذلك الشك ، أي : يوجب لنا الريبة .