Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 78-84)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَإِن كَانَ أَصْحَابُ ٱلأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ } إلى قوله { مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } . المعنى : وما كان أصحاب الأيكة إلا ظالمين . والأيكة الشجر المتلف ، وهو شجر المقل . قال قتادة " أصحاب الايكة أصحاب غيضة . وكان عامة شجرهم الدوم . وكان رسولهم شعيب عليه الصلاة والسلام ، أرسل إليهم وإلى أهل مدين . أرسل إلى أمتين من الناس . وعذبتا بعذابين . أما أهل مدين فأخذتهم الصيحة . [ وأما ] أصحاب الايكة فكانوا أصحاب شجر فسلط الله عليهم الحر سبعة أيام فلا يظلهم منه ظل ولا يستتر منه شيء . فبعث الله [ سبحانه ] [ سحابة ] فحلوا تحتها يلتمسون الروح منها . فجعلها الله عليهم عذاباً . فبعث عليهم ناراً فاضطرمت عليهم فأحرقتهم فذلك قوله : { عَذَابُ يَوْمِ ٱلظُّلَّةِ } [ الشعراء : 189 ] وذلك قوله { فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ } . وروى أن أصحاب الأيكة قوم من جُذام كانوا نزولاً بجوار الأيك . والأَيْكُ الدوم ، والدوم شجر المُقل . بعث الله إليهم شعيباً . وهو شعيب بن توبة بن مدين بن إبراهيم . وكانوا جيرانه ، وقيل : كانوا أخواله . قال ابن جبير : " الأيكة " غيضة . ثم قال تعالى ذكره { وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ } . أي : أن أصحاب الأيكة وقوم لوط لفي كتاب كتبه الله . وقيل : المعنى : وإن الموضعين اللذين هلك فيهما قوم لوط وقوم شعيب ، لبطريق واضح يأتم به الناس في أسفارهم ويعاينونه . وروى ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تدخلوا [ على ] هؤلاء القوم المعذبين يعني أصحاب الحجر ، إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم ] ما أصابهم " . [ وقيل : المعنى وإن لوطاً وشعيباً لبطريق من الحق يؤتم به أي : على طريق واضح من الحق ] . ثم قال : { وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ ٱلحِجْرِ ٱلْمُرْسَلِينَ } . أي : سكان الحجر وهي مدينة ثمود . وكان قتادة يقول هم أصحاب الوادي . والحجر اسم الوادي . وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما خلف بالحجر : " هؤلاء قوم صالح أهلكهم الله إلا [ رجلاً ] كان في حرم الله فمنعه حرم الله من عذاب الله وهو أبو رغال " . وقال الزجاج : هم أصحاب واد . ثم قال تعالى : { وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا [ فَكَانُواْ ] } . أي : أعطيناهم أدلتنا وعلامات توحيدنا فأعرضوا عنها ولم يؤمنوا بها . ثم قال : { وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ } . { بُيُوتاً آمِنِينَ } . أي : كان ثمود ، وهم قوم / صالح ينحتون من الجبال بيوتاً آمنين من عذاب الله . وقيل : آمنين أن تنهدم عليهم . وقيل : آمنين من الموت . { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ } أي : صيحة الهلاك حين أصبحوا من اليوم الرابع الذي وعدوا فيه العذاب ، إذ قيل : لهم { تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ } [ هود : 65 ] . فلم يغن عنهم عند ذلك ما كسبوا من الأعمال الخبيثة ولا من عرض الدنيا .