Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 85-89)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } إلى قوله : { أَنَا ٱلنَّذِيرُ ٱلْمُبِينُ } . المعنى وما خلقنا الخلائق كلها إلا بالحق { وَإِنَّ ٱلسَّاعَةَ لآتِيَةٌ } أي : أن القيامة لجائية ، فارض بها يا محمد لمشركي قومك الذين كذبوا ما جئتهم به . ثم قال : { فَٱصْفَحِ ٱلصَّفْحَ ٱلْجَمِيلَ } أي : فأعرض عنهم إعراضاً جميلاً واعف عنهم عفواً حسناً . وهذه الآية منسوخة عند جماعة ، بالأمر بالقتال وإنما كان هذا قبل أن يؤمر بقتالهم ، قاله قتادة والضحاك ومجاهد . ثم قال تعالى : { وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ ٱلْمَثَانِي } . قيل : السبع المثاني السور الطوال وسميت مثاني لأنها تثنى فيها الأمثال والخبر والعبر والحدود والفرائض ، قاله : ابن عباس ومجاهد وابن عمر وابن جبير وابن سيرين . [ وهي ] البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس . وقيل : السابعة الأنفال وبراءة . وقال علي بن أبي طالب ، وابن مسعود رضي الله عنهما : السبع المثاني آيات الحمد ، لأنهن سبع آيات . وهو قول : أبي بن كعب . وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : هي أم القرآن . وقاله : أبو هريرة وعلي وعمر وابن مسعود والحسن وقتادة . وسميت مثاني لأنها تثنى في كل ركعة أي : تعاد . وقيل : المثاني القرآن غيرها . والمعنى سبع آيات من القرآن الذي هو مثاني . أي : تثنى فيه القصص والمواعظ والأخبار دل على ذلك قوله { مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ } [ الزمر : 23 ] فالمعنى : ولقد أعطيناك يا محمد سبع آيات ، وهي الحمد ، من المثاني أي من القرآن . وقيل : السبع المثاني ما في القرآن من الأمر والنهي والبشرى والإنذار وضرب الأمثال وإعداد النعم وآتيناك نبأ القرآن العظيم . وعن ابن عباس أن سورة الحمد هي المثاني ، وإنما سميت مثاني لأن الله [ جلّ ] ذكره استثناها لمحمد صلى الله عليه وسلم دون سائر الأنبياء فادخرها له . وعن ابن عباس : أخرجها لكم وما أخرجها لأحد كان قبلكم . وقيل : " السبع المثاني " : الحمد " والقرآن العظيم " الحواميم . وقال علي وأبو هريرة : والسبع المثاني ، فاتحة الكتاب ، قاله قتادة ومجاهد . وقيل : المعنى وآتيناك سبع آيات وهي الحمد { مِّنَ ٱلْمَثَانِي } من القرآن ، فمن للتبعيض . و [ قوله ] { وَٱلْقُرْآنَ ٱلْعَظِيمَ } عني به الحمد على قول من رأى السبع المثاني [ السبع ] الطوال . وقيل : [ هي ] القرآن كله . ثم قال تعالى : { لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ } . معناه / استعن بما آتاك الله من القرآن عما في أيدي الناس . ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم : " ليس منا من لم يتغن بالقرآن " أي : يستغني به عن المال . وعلى هذا تأول الحديث سفيان بن عيينة ، وتأول الآية . وروى : من حفظ القرآن فرأى أن أحداً أعطي أفضل مما أعطي فقد صغر عظيماً وعظم صغيراً . فالمعنى : لا تتمنين ما جعلنا من زينة الدنيا متاعاً للأغنياء من قومك المشركين { وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ } . أي : على ما متعوا به من ذلك . فعجل لهم في الدنيا فإن لك في الآخرة مما هو خير لك من ذلك . ومعنى : { أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ } أمثالاً منهم ، يعني : الأغنياء منهم . والأزواج في اللغة : الأصناف . { وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ } . أي : ألن جانبك لمن آمن بل وقربهم من نفسك . والجناحان من ابن آدم جنبناه ، والجناحان الناحيتان ، ومنه قول الله تعالى { وَٱضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ } [ طه : 22 ] . وقيل : معناه : إلى ناحيتك وجنبك . وقل للمشركين { إِنِّيۤ أَنَا ٱلنَّذِيرُ ٱلْمُبِينُ } أي أنا [ النذير ] المنذر لكم عذاباً . { كَمَآ أَنْزَلْنَا عَلَى ٱلْمُقْتَسِمِينَ } . أي : مثل العذاب الذي أنزلنا على المقتسمين " المبين " لكم ما جئتكم به من الإنذار والأعذار والوعد والوعيد .