Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 10-13)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : / { هُوَ ٱلَّذِي أَنْزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَآءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ } إلى قوله { لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ } . والمعنى : الذي أنعم عليكم بالنعم المتقدم ذكرها ، هو الذي أنزل من السماء ماء تشربون منه وأنعامكم ، وينبت لكم به الشجر ويسقي به النبات والزرع وجميع الثمار . والمعنى : لكم منه شراب وسقي شجر . وفي ذلك الشجر تسيمون أي : ترعون أنعامكم . ومن قيل للمواشي المطلقة : السائمة ، أي : الراعية . وهو من السومة . وهي العلامة . لأنها إذا رعت أثرت في الأرض . وقيل السوم في البيع مأخوذ من السائمة لأن كل واحد من المتابعين يقول ما شاء عند السوم ، كما أن الأنعام ترعى حيث شاءت . فكل هذا تنبيه على نعمه علينا وفضله لدينا وحجة على من عبد غيره . ثم قال تعالى : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } . أي : [ إن ] في هذه النعم التي وصفت لدلالة واضحة وعلامة بينة على قدرة الله [ سبحانه ] ، وتوحيده [ جلّ وعزّ ] لقوم يعتبرون مواعظ الله [ جلت عظمته ] ويتذكرون حججه تعالى . ثم قال تعالى : { وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيلَ وَٱلْنَّهَارَ وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ } الآية . أي : وأنعم عليكم أيضاً مع النعم المتقدمة ، بهذه الأشياء . فسخرها لكم ، يتعاقب عليكم الليل والنهار والشمس والقمر لمصالحكم وقوام أموركم . إن في ذلك لدلالات واضحات لقوم يعقلون حجج الله [ سبحانه ] ويفهمون تنبيهه [ تعالى ] إياهم . ثم قال تعالى : { وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ } . أي : وسخّر [ لكم ] ما خلق في الأرض مختلفاً ألوانه . قال قتادة : يعني : ما خلق من الدواب ، والأشجار والثمار . { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ } . أي : يتذكرون قدرة الله ونعمه عليهم فلا يشكرون إلا إياه .