Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 123-125)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ثُمَّ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ } إلى قوله : { وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } . أي : أوحينا إليك يا محمد بأن تتبع دين إبراهيم مائلاً عن كل الأديان إلا عنه . ثم قال [ تعالى ] : { إِنَّمَا جُعِلَ ٱلسَّبْتُ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ } . [ أي : إنما فرض تعظيم السبت على الذين اختلفوا فيه ] . فقال بعضهم : هو أفضل الأيام ، لأن الله فرغ من خلق الأشياء يوم الجمعة ، ثم سبت يوم السبت ، وقال آخرون : أفضل الأيام [ يوم ] الأحد ، لأنه [ الـ ] ـيوم الذي ابتدأ فيه خلق الأشياء . واختلفوا في تعظيم غير ما فرض عليهم تعظيمه ثم استحلوه . قال مجاهد : جعل السبت على الذين اختلفوا فيه فاتبعوه وتركوا يوم الجمعة . وقال قتادة : " اختلفوا فيه " : استحله بعضهم وحرمه بعضهم ، وهو قول : ابن جبير . وقال ابن زيد : كانوا يطلبون يوم الجمعة فأخطؤوه وأخذوا يوم السبت [ فجعل عليهم ، وقيل : إنهم ألزموا يوم الجمعة عيداً فخالفوا ، وقالوا : نريد يوم السبت ] لأنه يوم فرغ الله فيه من خلق السماوات . وروي : أن عيسى [ بن مريم ] عليه السلام أمر النصارى أن يتخذوا يوم الجمعة عيداً فقالوا لا يكون عيدنا إلا بعد عيد اليهود فجعلوه الأحد . ويروى أن موسى عليه السلام قال لبني إسرائيل : تفرغوا لله في سبعة أيام في يوم تعبدونه ولا تعملون فيه شيئاً من أمور الدنيا ، فاختاروا السبت فأمرهم موسى [ صلى الله عليه وسلم ] بالجمعة فأبوا إلا السبت ، فجعله الله [ عز وجل ] عليهم . ثم قال : { وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } . أي : من هذه الأيام وفي استحلالهم للسبت . ثم قال تعالى : { ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ } . أي : ادع يا محمد من أرسلت إليه إلى طاعة الله [ عز وجل ] والإقرار له بوحدانيته . و " الحكمة " هنا : كتاب الله [ سبحانه ] . و " الموعظة الحسنة " : العبر التي هي حجة عليهم مما ذكرهم به من الآيات في كتابه . { وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } أي : جادلهم بالمجادلة التي هي أحسن من غيرها ، وهي الصفح عنهم . وقال الزجاج : " الحكمة " هنا : النبوة / و " الموعظة " : القرآن . { وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } غير فظ ولا غليظ القلب ، أي : ألن لهم جناحك ، وهي منسوخة عند جماعة من العلماء نسخها الأمر بالقتال . وقيل : هي محكمة غير منسوخة ، ومعناه : الانتهاء إلى ما أمر الله [ عز وجل ] به ، وهذا لا ينسخ . ثم قال : { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ } . أي : بما حاد عن طريق الهدى من المختلفين في السبت وغيره . { وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } أي : بمن يسلك الطريق المستقيم .