Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 81-84)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَقُلْ جَآءَ ٱلْحَقُّ وَزَهَقَ ٱلْبَاطِلُ } إلى قوله { أَهْدَىٰ سَبِيلاً } . أي : قل يا محمد لهؤلاء المشركين . جاء الحق وهو القرآن ، وزهق الباطل وهو الشيطان . قاله قتادة . وقال ابن جريج : جاء الحق : هو قتال المشركين ، وزهق الباطل . أي : الشرك الذي هم عليه . وقيل معناه : أن الله جل ذكره أمر نبيه عليه السلام أن يقول هذا إذا دخل مكة على الأصنام . فقال ذلك حين دخل مكة فخرت الأصنام كلها وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بخرقها . وقال ابن مسعود : دخل النبي عليه السلام مكة وحول الكعبة ثلاث مائة وستون صنماً . فجعل يطعنها ويقول : { جَآءَ ٱلْحَقُّ وَزَهَقَ ٱلْبَاطِلُ إِنَّ ٱلْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً } . ومعنى زهق ذهب . ثم قال : { وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } . أي ما يستشفي به المؤمنون ورحمة لهم دون الكافرين . وهو شفاء في الدين لما فيه من الدلائل الواضحة والحجج الظاهرة / لا يلحق المؤمن ريب في التوحيد معه . و ( من ) : هنا لبيان الجنس ، وليست للتبعيض . فإذا كانت لبيان الجنس كان القرآن كله شفاء للمؤمنين لأنهم يهتدون به . ولو كانت [ من ] للتبعيض لكان بعض القرآن شفاء وبعضه غير شفاء وهذا لا يحسن . وقيل : المعنى وننزل من جهة القرآن الشيء الذي فيه شفاء . فمن غير مبعضة ، إذ القرآن كله شفاء للمؤمن في دينه ليس بعضه شفاء وبعضه غير شفاء . وقوله : { وَلاَ يَزِيدُ ٱلظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً } . أي : إلا هلاكاً لأنهم يكفرون به فيزدادون خساراً . ثم قال : { وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى ٱلإنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ } . معناه : وإذا أنعمنا على الإنسان فنجيناه من غم ومن كرب أعرض عن ذكر الله وتباعد بناحيته . ومعنى " نأى " : بعد ، قال مجاهد : " نأى بجانبه " : تباعد منا . ثم قال [ تعالى ] { وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ [ كَانَ يَئُوساً ] } . أي : إذا مسه الشر والشدة قنط . قال قتادة : " إذا مسه الشر " يئس وقنط ، يعني بذلك : المشرك ينعم عليه وهو يبعد من الإيمان بمن أنعم عليه ، وإذا أصابه ضر وفقر يئس من رحمة الله [ سبحانه ] . وقيل : إنها نزلت في الوليد بن المغيرة ثم هي في كل من هو مثله من الكفار . ثم قال : { قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ } . أي : قل للناس يا محمد ، كلكم يعمل على طريقته ومذهبه . وقال ابن عباس : على ناحيته . وقال مجاهد : على حدته . وقال [ ابن ] زيد : على دينه . ثم قال : { فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلاً } . أي : أهدى طريقاً إلى الحق من غيره . وقيل : معنى الآية كل يعمل على ما هو أشكل عنده وأولى بالصواب . فربكم أعلم بمن هو أهدى طريقاً إلى الصواب من غيره . وقيل : يعمل على شاكلته أي على النحو الذي جرت به عادته وطبعه .