Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 100-104)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضاً } إلى قوله { يُحْسِنُونَ صُنْعاً } . المعنى وأبرزنا جهنم يوم نفخ في الصور للكافرين حتى يروها كهيئة السراب . وقال : ابن مسعود : يوم يقوم الخلق لله عز وجل إذا نفخ في الصور ، قيام رجل واحد ، ثم يتمثل الله فيلقاهم فليس أحد من الخلق كان يعبد من دون الله شيئاً إلا وهو مرفوع له يتبعه . قال : فيلقى اليهود ، فيقول من تعبدون ؟ فيقولون [ نعبد عزيراً . قال : فيقول هل يسركم الماء ؟ فيقولون نعم . فيريهم جهنم وهي كهيئة السراب ثم قرأ { وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضاً } ثم يلقى الناصرى ، فيقول : من تعبدون ؟ فيقولون [ نعبد ] المسيح . فيقول هل يسركم الماء ؟ قال : فيقولون : نعم . فيريهم جهنم وهي كهيئة السراب . ثم كذلك لمن كان يعبد من دون الله جلّ وعزّ شيئاً . ثم قال : { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ } [ الصافات : 24 ] . ثم / قال : { ٱلَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَآءٍ عَن ذِكْرِي } . أي عرضنا جهنم للكافرين الذين كانوا لا ينظرون في آيات الله فيتفكروا فيها ولا يتأملون حججه ، فيعتبروا بها ، وينيبوا إلى توحيده وينقادوا إلى أمره ونهيه . { وَكَانُواْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً } أي : لا يطيقون ان يسمعوا ذكر الله وآياته لخدلان الله إياهم عند ذلك ولعداوتهم للنبي صلى الله عليه وسلم واستثقالهم لما أتاهم به . قال : ابن زيد : هؤلاء الكفار . ثم قال : { أَفَحَسِبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَن يَتَّخِذُواْ عِبَادِي مِن دُونِيۤ أَوْلِيَآءَ } . والمعنى أفظن الذين كفروا بالله من عبدة الملائكة والمسيح وعزيراً ، أن يتخذوا الملائكة والمسيح أولياء لأنفسهم لأجل عبادتهم لهم . كلا بل هم لهم أعداء . والمعنى أفحسبوا أن ينفعهم ذلك . وقيل المعنى أفحسبوا أن يتخذوهم أولياء فيعبدونهم ولا أعاقبهم . وقرأ على بن أبي طالب رضي الله عنه " أفحسب الدين " باسكان السين ورفع الباء على معنى : أفيكفيهم اتخاذ العباد أولياء . وهو مرفوع بالابتداء و " أن يتخذوا الخبر " . ثم قال : تعالى : { إِنَّآ أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً } . أي : أعددنا لهم منزلاً . والنزل عند أهل اللغة ما هيئ للضيف . ثم قال : { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِٱلأَخْسَرِينَ } . أي : قل يا محمد لهؤلاء الذين يجادلونك بالباطل ويمارونك في المسائل من أهل الكتابين : قل هل ننبؤكم بالأخسرين أعمالاً أي بالذين اتبعوا أنفسهم في عمل يبتغون به ربحاً وفضلاً فنالوا به غضباً وهلاكاً ولم يدركوا ما طلبوا . قال : علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، عني بها الرهبان الذين حبسوا أنفسهم في الصوامع . وقال : الضحاك هم القسيسون والرهبان . وقيل هم اليهود والنصارى . أما اليهود فكذبوا محمداً وأما النصارى فكذبوا وكفروا بالجنة . وقالوا ليس فيها طعام ولا شراب . ونزل في الحرورية { ٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ ٱللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَٰقِهِ } [ البقرة : 27 ] الآية . وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : هم كفرة أهل الكتاب كان أوائلهم على حق فأشركوا بربهم وابتدعوا في دينهم ، الذين يجتهدون في الباطل ويحسبون أنهم على حق ، ويجتهدون في الضلالة ويحسبون انهم على هدى فضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً . وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أنهم الخوارج اهل حرور . وقال : سعيد : هم الخوارج . وقيل هم الصائبون .