Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 96-99)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال : { آتُونِي زُبَرَ ٱلْحَدِيدِ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ ٱلصَّدَفَيْنِ } . أي : أعطوني القطع العظام من الحديد فأعطوه ذلك . وفي الكلام حذف وهو : فاتوه زبر الحديد فجعلها بين الصدفين وهما ناحيتا الجبل . والصِّدف والصَّدف الصُّدف الجبل . قال : ابن عباس { بَيْنَ ٱلصَّدَفَيْنِ } الجبلين . وقال : مجاهد { بَيْنَ ٱلصَّدَفَيْنِ } رأس الجبلين . وقال : الضحاك { بَيْنَ ٱلصَّدَفَيْنِ } بين الجبلين وهما من قبيل أرمينية وأذربيجان وهو قول ابن عباس أيضاً . قوله : { حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَاراً } . أي : نفخ على قطع الحديد حتى صارت كالنار . ثم أذاب الصُّفر فأفرغه على القطع . والقطر النحاس عند أكثر المفسرين . وقال : أبو عبيدة : { أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً } حديداً دائباً . وقيل : هو الرصاص . ثم قال : { فَمَا ٱسْطَاعُوۤاْ أَن يَظْهَرُوهُ } . أي : ما قدر يأجوج ومأجوج أن يعلوا الردم الذي جعله ذو القرنين حاجزاً بينهم { وَمَا ٱسْتَطَاعُواْ لَهُ نَقْباً } وما قدروا أن ينقبوا أسفله . ثم قال ذو القرنين لما رأى الردم لا يقدر عليه من فوقه ولا من أسفله : هذا الفعل { رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي } رحم بها من دون الردم من الناس { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ رَبِّي } أي الوقت الذي وعده فيه أن يأجوج يخرجون { جَعَلَهُ دَكَّآءَ } أي سواه بالأرض . من نونه جعله على معنى مدكوكاً . ومن مده جعله بقعة دكاء وأرضاً دكاء ، من قولهم : ناقة دكاء ، مستوية الظهر لا سنام لها . وقيل المعنى : فإذا جاء يوم القيامة جعله دكاً ودل على هذا قوله { وَحُمِلَتِ ٱلأَرْضُ وَٱلْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً } [ الحاقة : 14 ] . وقوله : { جَعَلَهُ } الهاء تعود على ما بين الجبلين وخروج يأجوج ومأجوج بعد نزول عيسى وبعد ظهور الدجال . يدل على ذلك أن ابن مسعود قال : قال : النبي صلى الله عليه وسلم " لقيت ليلة الأسراء ابراهيم وموسى وعيسى صلى الله عليهم فتذاكروا أمر الساعة وردوا الأمر إلى ابراهيم فقال : ابراهيم : لا علم لي بها ، فردوا الأمر إلى موسى : فقال : موسى : لا علم لي بها ، فردوا الأمر إلى عيسى فقال : عيسى : أما قيام الساعة فلا يعلمه أحد ، إلا الله تعالى ، ولكن ربي قد عهد إلى ما هو كائن دون مجيئها . عهد إلى ان الدجال خارج وانه سيهبطني إليه . فإذا رآني أهلكه الله فيذوب كما يذوب الرصاص . حتى أن الحجر والشجر لتقول يا مسلم هذا كافر فاقتله . فيهلكهم الله ويرجع الناس إلى بلادهم واوطانه . فيستقبلهم يأجوج ومأجوج من كل حدب ينسلون لا يأتون على شيء إلاّ / أهلكوه . ولا يمرون على ماء إلا شربوه ، فيرجع الناس إلي ، فادعوا الله عليهم . فيميتهم ويتغير الأرض من نتن ريحهم فينزل المطر فيجر أجسامهم فيلقيهم في البحر ثم تنسف الجبال حتى تكون الأرض كالأديم . فعهد إلي ربي أن ذلك ، إذا كان كذلك ، فإن الساعة منه كالحامل المتمم . والتي لا يدري أهلها متى تفجؤهم بولادتها ليلاً أو نهاراً " . وقوله : { وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً } . أي : وعد ربي الذي وعد خلقه في دك هذا الردم وخروج هؤلاء [ القوم ] على الناس وغير ذلك من مواعيده حقاً لا خلف في شيء منها . ثم قال : { وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ } أي : وتركنا الخلق يوم يأتيهم الوعد وتد [ ك ] الجبال ، بعضهم يختلط مع بعض أي : الانسي بالجني ، وقال : ابن زيد : هذا اول القيامة . تختلط بعض الخلق ببعض ثم نفخ في الصور في أثر ذلك { فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً } . وسأل اعرابي النبي صلى الله عليه وسلم عن الصور فقال : " قرن ينفخ فيه " . وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " " كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القرن وحنى جبهته وأصغى [ بـ ] ـالأذن متى يؤمر . فشق ذلك على أصحابه فقال : " قولوا حسبنا الله ، على الله توكلنا ، فلو اجتمع ، أهل منى ما اقلوا ذلك القرن " وكذلك رواه ابن عباس ولكن في حديثه : " قال : قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل توكلنا على الله " . وروى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لما فرغ الله من خلق السماوات والأرض خلق الصور فأعطاه اسرافيل ، فهو واضعه على فيه شاخص ببصره إلى العرش ينتظر متى يؤمر . قال : أبو هريرة : يا رسول الله وما الصور ؟ قال : قرن . قال : وكيف هو ؟ قال : قرن عظيم ينفخ فيه ثلاث نفخات : الأولى نفخة الفزع ، والثانية نفخة الصعق والثالثة نفخة القيام لرب العالمين " . وقيل في قوله : { وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ } يوم انقضاء السد وفرغ من عمله . يموجون متعجبين من السد يعني يأجوج ومأجوج . وقيل ذلك يوم خروجهم من السد . قال : أبو عبيدة : { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ } واحده صورة .