Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 11-14)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي ٱلْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً } إلى قوله : { إِذاً شَطَطاً } . المعنى : وضربنا على آذانهم بالنوم ، أي ألقينا النوم عليهم . وإنما ذكر الأذان لأن النوم يمنعهم من السماع . وأتى في هذا ضرب بمعنى ألقى . كما يقال : ضربك الله بالفالج ، أي : ألقاه عليك وابتلاك . وقوله : { عَدَداً } توكيد لسنين وقيل : أتى بأنه لا يفيد معنى الكثرة . لأن القليل لا يحتاج إلى عدد إذ قد عرف معناه ومقداره . ثم قال : { ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ } أي : نبهناهم من نومهم { لِنَعْلَمَ أَيُّ الحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُواْ أَمَداً } أي : لنعلم من يهتدي من عبادي بالبحث إلى مقدار مبلغ مكث الفتية في كهفهم والأمد الغاية . وقد اختلف في مقدار إقامتهم طائفتان من الكفار من قوم الفتية ، قاله مجاهد : وقيل : بل اختلف في ذلك طائفة مؤمنة وطائفة كافرة . وقيل : الحزبان أصحاب الكهف والقوم الذين كانوا أحياء في وقت بعثهم . ومعنى : { لِنَعْلَمَ } أي : علم مشاهدة ، وإلا فقد علم ذلك تعالى ذكره قبل خلق الجميع ، ومعنى الكلام التوقف على النظر في معرفة مقدار لبثهم . كما تقول لمن أتى بالباطل : جئ ببرهانك حتى أعلم أنك صادق . ومعنى : { أَمَداً } عدداً ، قاله مجاهد ، وقال : ابن عباس { أَمَداً } : بعيداً . ثم قال : تعالى : { نَحْنُ نَقُصُّ [ عَلَيْكَ ] نبَأَهُم بِٱلْحَقِّ } أي : نخبرك يا محمد خبرهم بالصدق واليقين . { إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُواْ بِرَبِّهِمْ } . أي : إن الذين سألوك عن نبأهم [ هم ] فتية آمنوا بربهم ، أي : صدقوا به ووحدوه . { وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } . أي : إيماناً إلى إيمانهم وبصيرة ، فهجروا دار قومهم وهربوا بدينهم إلى الله [ عز وجل ] وفارقوا ما كانوا فيه من النعيم في الله [ تعالى ] . ثم قال : تعالى : { وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } . أي : ألهمناهم الصبر وشددنا قلوبهم بنور الإيمان حتى [ عزفت ] أنفسهم عما كانوا فيه من خفض العيش . وقال : قتادة : { وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } بالإيمان حين { قَامُواْ فَقَالُواْ رَبُّنَا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي : ملك السماوات [ والأرض ] { لَن نَّدْعُوَاْ مِن دُونِهِ إِلـٰهاً } أي : لن نعبد معبودا سواه . { لَّقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً } . أي : لو قلنا : أنه يعبد غيره لقلنا جوراً من قول . وقليل " شططاً " غالياً من الكذب وقال : قتادة : " شططاً " كذباً . وقال : ابن زيد خطأ . ويقال : قد أشط فلان في السوم ، إذا جاوز القدر يشط إشطاطاً وشططاً . ويقال : شط منزل فلان ، إذا بعد ، يشط شطوطاً . ويقال : شطت الجارية تشط شطاطاً وشطاطة إذا طالت . ويقال : شط الرجل وأشَطَّ إذا جار . وقال : أبو عبيدة { إِذاً شَطَطاً } أي : جوراً وغلواً .