Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 17-18)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَتَرَى ٱلشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت } إلى قوله : { وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً / } . أي : وترى يا محمد { ٱلشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ } أي : تعدل وتميل من الزور وهو الاعوجاج . قال ابن عباس : تزاور تميل يميناً وشمالاً . ثم قال : { وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ ٱلشِّمَالِ } . أي : تتركهم ذات الشمال . يقال : منه قرضت موضع كذا ، إذا قطعته فجاوزته ، هذا مذهب البصريين . وقال الكوفيون : قرضت موضع كذا أي : حاذيته . وحكوا عن العرب : قرضته دبراً وقبلاً : وحدوته ذات اليمين والشمال . أي : كنت بحدائه . وأصل القرض : القطع . ومنه تسمى المقص : مقراضاً لأنه يقطع به . وقال ابن جبير : تتركهم قال قتادة : تدعهم قال عكرمة : كان كهفهم في القبلة ، وقال القتبي : كان باب الكهف حذاء بنات نعش فكانت تزاور عن كهفهم إذا طلعت ، وتتركهم إذا غربت . وقوله : { وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ } . أي : في متسع وفضاء في الكهف . { ذٰلِكَ مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ } . أي : ما تقدم من فعل الله لهم من حجج الله [ عز وجل ] على خلقه [ سبحانه ] . ومن الأدلة التي يستدل بها أولوا الألباب على عظم قدرته وسلطانه . ثم قال : { مَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِ } . أي : من يوفقه بالاهتداء فهو المهتدي { وَمَن يُضْلِلْ } أي : عن آياته وأدلته . { فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً } . أي : لن تجد له يا محمد خليلاً ولا حليفاً يرشده . ثم قال : { وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ } . أي : تظنهم يا محمد لو رأيتهم أيقاظاً ، أي : أعينهم مفتوحة فتظنهم لذلك منتبهين . وقيل : إنما ذلك لكثرة تقلبهم ، تحسبهم منتبهين . { وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ ٱليَمِينِ وَذَاتَ ٱلشِّمَالِ } . أي : نقلبهم في حال رقادهم مرة للجنب اليمين ومرة للجنب الأيسر . قال أبو عياض : وكان لهم في كل عام تقلبتين . ثم قال : { وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِٱلوَصِيدِ } يعني : كلباً كان معهم للصيد . وقيل : هو إنسان من الناس كان طباخاً لهم تبعهم . والوصيد : فناء الكهف ، قاله ابن عباس ، وابن جبير ، ومجاهد ، والضحاك وقتادة : وعن قتادة : " الوصيد " : الصعيد والتراب . وعن ابن عباس أيضاً : الوصيد الباب ، وقيل : الوصيد العتبة ، وقيل الوصيد فناء الباب ، وسمي الباب وصيداً : لأنه يطبق . من قولهم : أوصدت الباب : إذا أطبقته ، فهو في هذا القول : فعيل بمعنى مفعل . كأنه قال : باسط ذراعيه بالوصيد أي بالمطبق يقال : [ أصدت الباب و ] أوصدته إذا أطبقته فهو موصد تهمز ولا تهمز . ثم قال : { لَوِ ٱطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً } . أي : لو رأيتهم [ في رقدتهم ] لهربت منهم خوفاً ولملئ قلبك رعباً منهم . وذلك لما كان الله ألبسهم من الهيبة لئلا يصل إليهم أحد ولا تلمسهم يد ، حفظاً منه لهم حتى يبلغ الكتاب فيهم أجله ، وتوقظهم من رقدتهم قدرته في الوقت الذي يريد ، ليجعلهم عبرةً لمن شاء من خلقه . وآية لمن أراد الاحتجاج بهم عليه ومن خلقه { لِيَعْلَمُوۤاْ أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَا } [ الكهف : 21 ] . وقيل معناه : لوليت منهم فراراً ولملئت / منهم رعباً من كثرة شعورهم وكبر أظفارهم ، إذ قد مر عليهم زمان طويل وهم أحياء نيام . فطالت شعورهم وعظمت أظفارهم .