Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 59-61)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَتِلْكَ ٱلْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ } إلى قوله : { فِي ٱلْبَحْرِ سَرَباً } . المعنى : وتلك القرى من عاد وثمود وأصحاب الأيكة وغيرهم أهلكنا أهلها { لَمَّا ظَلَمُواْ } أي : كفروا بالله [ عز وجل ] وآياته [ سبحانه ] . { وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً } . أي : وجعلناه لوقت إهلاكهم أي لوقت هلاكهم موعداً ، لا يتجاوزونه ، أي أجلاً ووقتاً . فكذلك جعلنا لهؤلاء المشركين موعداً لإهلاكهم لا يتجاوزونه . وتقدير الآية : أولئك أهل القرى أهلكناهم لما ظلموا ، ثم حذف المضاف . مثل { وَسْئَلِ ٱلْقَرْيَةَ } [ يوسف : 82 ] ، وهنا الضمير في إهلاكهم على أصله ، يعود على المحذوف وعمد للإشارة فقيل : تلك لما صارت للقرى . ثم قال : { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لاۤ أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ ٱلْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً } . أي : واذكر يا محمد إذ قال : موسى لفتاه يوشع بن نون [ و ] كان يلازم موسى ويخدمه . وهو ابن اخته ، وهو يوشع بن نون ابن فزائـ [ ـيـ ] ـل بن يوسف بن يعقوب . والمعنى أنه قال : ليوشع لا أزال أسير حتى أبلغ مجمع البحرين ، يعني اجتماع بحر فارس وبحر الروم [ فبحر الروم ] مما يلي المغرب ، وبحر فارس مما يلي المشرق ، قاله قتادة ومجاهد . ومعنى { أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً } أي أو أسير زماناً ودهراً . وهو واحد جمعه أحقاب في أقل العدد وكثيره . وقد / يجوز أن يكون أحقاب جمع حقب وحقب جمع حقبة . [ و ] قال : الفراء : الحقب في لغة قيس سنة . وقال : عبد الله بن عمر : الحقب ثمانون سنة . وقال : مجاهد " سبعون خريفاً . وعن ابن عباس { أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً } دهراً . وعن قتادة : زماناً . وقال : ابن زيد : الحقب الزمان وأصله في اللغة أنه وقت مبهم يقع للقليل والكثير كرهط وقوم وكان علة سيره إلى مجمع البحرين أنه واعد ثم الخضر يلقاه . ثم قال : { فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا } . أي : فلما بلغ موسى [ صلى الله عليه وسلم ] وفتاه مجمع البحرين . قال : أبي بن كعب أفريقية . وقوله { نَسِيَا حُوتَهُمَا } . أي : تركاه . وقال : مجاهد أضلاه وقيل : الناسي له يوشع وحده ، ولكن أضيف النسيان إليهما كما قال : { يَخْرُجُ مِنْهُمَا الُّلؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ } [ الرحمن : 22 ] وإنما يخرج من أحدهما من المالح دون العذب . وقيل كان النسيان منهما جميعاً أما موسى [ صلى الله عليه وسلم ] فنسي أن يقدم إلى يوشع في أمر الحوت ، وأما يوشع فنسي أن يخبر موسى [ صلى الله عليه وسلم ] بسرب الحوت . وكانا قد تزودا الحوت في سفرتهما فأضيف إليهما إذ هو زادهما جميعاً وإن كان حامله أحدهما . ثم قال : { فَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي ٱلْبَحْرِ سَرَباً } . أي : اتخذ الحوت طريقه في البحر مسلكاً ومذهباً يرى . قال : ابن عباس بقي أثره كالحجر . وعنه أيضاً أنه قال : جاء فرأى أثر جناحيه في الطين حين وقع في الماء . وعن ابن عباس أنه قال : جعل الحوت لا يمس شيئاً من البحر إلا يبس حتى يصير صخرة فذلك اتخاذه في البحر سرباً . قال : ابن زيد : لما أحيى الله [ عز وجل ] الحوت مضى في البطحاء فاتخذ فيها طريقاً حتى وصل إلى الماء بعدما أكلا منه ، وكان زادهما .