Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 66-73)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله { قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً } إلى قوله : { عُسْراً } . أي قال : موسى للخضر هل أتبعك على أن تعلمني مما علمك الله رشداً إلى الحق ودليلاً على الهدى . قال : له الخضر : { إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً } أي إني أعلم بباطن علم علمنيه الله [ عز وجل ] ولا تعلم أنت إلا بالظاهر من الأمور فلا تصبر على ما ترى مني لأن أفعالي بغير دليل في رأي العين . قال : موسى : { سَتَجِدُنِيۤ إِن شَآءَ ٱللَّهُ صَابِراً } [ أي اصبر ] على ما أرى منك وإن كان خلافاً لحكم الظاهر ، { وَلاَ أَعْصِي لَكَ أمْراً } أي [ و ] أنتهي إلى ما تأمرني وإن كان مخالفاً لهواي . وفعل موسى [ صلى الله عليه وسلم ] في هذا يدل على أنه لا ينبغي لأحد ترك طلب العلم [ و ] الازدياد منه والرحلة فيه وإن كان قد / بلغ فيه مبلغه . ويدل على وجوب التواضع لمن هو أعلم منه . قال الخضر لموسى : { فَإِنِ ٱتَّبَعْتَنِي فَلاَ تَسْأَلْني عَن شَيءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً } أي : إن رأيت ما تنكر فلا تسئلني وتعجل علي بالسؤال حتى أبين لك وجهه وشأنه . { فَٱنْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي ٱلسَّفِينَةِ خَرَقَهَا } . أي : انطلق موسى والخضر يطلبان السفينة يركبانها فأصاباها فلما ركبا فيها خرق الخضر السفينة ، فأنكر ذلك موسى وقال : { أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً } . أي : شيئاً منكراً عظيماً . ويروى أن موسى عليه السلام حين رآه يخرق السفينة التزمه ، وذكره الصحبة ، وناشده الله والصحبة فأكب الآخر عليها يخرقها . فلما خرقها ودخل الماء فيها جلس موسى مهموماً محزوناً وقال : { أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا } الآية . وقال : قتادة { إِمْراً } : عجباً . فأنكر عليه موسى ما رأى ، وذلك أنه لم يعلم أنه نبي . وقيل قد علم أنه نبي ولكن نسي . قال : أبو عبيدة إمراً : داهية . وقيل : سمي الخضر خضراً لأنه كلما صلى في مكان اخضرّ ما حوله . وروى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنما سمي الخضر خضراً لأنه جلس على ربوة بيضاء فاهتزت خضراً " فقال : له الخضر : { أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً } لأنك ترى ما لا تعلم . قال : له موسى : { لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً } . قال : أبي بن كعب : لم ينسَ موسى ولكنها من معار [ يـ ] ـض الكلام . وقال : ابن عباس : لم ينسَ ، وإنما ترك العهد . فالمعنى لا تؤاخذني بتركي عهدي . ألا أسألك عن شيء حتى تحدث لي منه ذكراً . وقيل : إنه نسي فاعتذر ولم ينس في الثانية ولم يعتذر ، وعن النبي عليه السلام أنه قال " كانت الأولى من موسى نسياناً " ، ومعنى " لا ترهقني " لا تكلفني عسراً . وقيل لا تغشني عسراً . وقيل : المعنى عاملني باليسر لا بالعسر . وقيل معناها لا تضيق علي .