Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 7-9)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى ذكره : { يٰزَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ ٱسْمُهُ يَحْيَىٰ } إلى قوله : { وَلَمْ تَكُ شَيْئاً } . أي : إِنا نبشرك بهبتنا لك غلاماً اسمه يحيى . قال قتادة : إِنما سماه الله يحيى لإحيائه إياه بالإيمان . وقيل : سمي بذلك لأنه حيي بالعلم والحكمة التي أوتيها . ثم قال تعالى : { لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً } . أي : لم تلد العواقر مثله ولداً ، قاله ابن عباس . وقال مجاهد : لم نجعل له من قبل مثلاً ولا شبيها . وقيل : المعنى ، لم نأمر أحداً يسمي ابنه يحيى قبلك . وقال قتادة وزيد بن أسلم والسدي : معناه : لم يسم أحد يحيى قبله . ثم قال : { قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَكَانَتِ ٱمْرَأَتِي عَاقِراً } . أي : قال زكرياء : يا رب ، من أي وجه يكون لي غلام وامرأتي عاقر لا تحمل ، وقد ضعفت من الكبر عن مباضعة النساء . كأنه يستثبت الخبر من عند ربه . كيف يأتي هذا الغلام ؟ أيحدث فيه قوة يقوى بها على مباضعة النساء ويجعل امرأته ولوداً ؟ أو يتزوج / غيرها ممن تلد ؟ أو كيف ذلك ؟ على طريق الاسترشاد لا على طريق الإنكار ، لأنه هو الراغب في ذلك إلى الله . فلا يجوز الإنكار فيه البتة . وقيل : قال ذلك على طريق التعجب من قدرة الله ، إذ امرأته عاقر . قال السدي : نادى جبريل صلى الله عليه وسلم زكرياء : { يٰزَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ ٱسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً } . فلما سمع النداء جاءه الشيطان فقال له : يا زكريا ، إن الصوت الذي سمعت ليس من الله ، إنما هو من الشيطان سخر بك ، ولو كان من الله أوحاه إليك ما يوحي إليك غيره من الأمر فشك مكانه وقال : { أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَكَانَتِ ٱمْرَأَتِي عَاقِراً } . وقوله : " عُتِيّاً " أي قد عتوت من الكبر فصرت يابس العظام . يقال للعود اليابس ، عود عات وعاس . وقال قتادة : " عُتِيّاً " نسئاً ، وكان ابن بضع وسبعين سنة . وقيل : سبعين سنة . ثم قال تعالى : { كَذٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ } . الكاف في موضع رفع . والمعنى ، قال : الأمر كذلك ، أي : الأمر كما قيل لك . أي : أهب لك غلاماً اسمه يحيى ، هو عليّ هين . أي : خلقه عليّ هين . { وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً } أي : ليس خلقنا لغلام نهبه لك بأعجب من خلقنا إياك ولم تك شيئاً موجوداً . هو نفي للعين عام . ولو قال : " ولم تك رجلاً أو إنساناً " لم يكن ذلك نفياً للعين ولا نفياً عاماً . فافهمه .