Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 16-16)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلضَّلَـٰلَةَ بِٱلْهُدَىٰ } الآية . أي هؤلاء الذين تقدمت صفاتهم هم الذين باعوا الهدى بالضلالة لأنهم لَمَّا مَالُوا إلى الضلالة وتركوا الهدى ، كانوا بمنزلة من باع شيئاً بشيء ، فوصفوا بذلك . وأصل الضلالة الحيرة ، ويسمى الهالك التالف ضالاً نحو قوله : { أَءِذَا ضَلَلْنَا فِي ٱلأَرْضِ } [ السجدة : 10 ] أي هلكنا وتلفنا . ومنه قوله : { أَضَلَّ أَعْمَٰلَهُمْ } [ محمد : 1 ] ، أي أتلفها وأهلكها وأبطلها . ومنه قوله : { فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ } [ محمد : 4 ] أي لن يبطلها ويتلفها ويهلكها . فكأن هؤلاء لما أخذوا الضلالة ، وتركوا الهدى كانوا بمنزلة من لم يربح في تجارته ، وأضاف الربح إلى التجارة لأن المعنى مفهوم وهو من اتساع العرب ومجازه . وهو كثير في القرآن أي في كتاب الله ، إذ هو من كلام العرب ، والقرآن نزل بكلامهم فلا ينكر أن يأتي القرآن بما هو في كلام العرب معروف مشهور إلا من عدم حسه وفارق فطنته ، ومثله قولهم : " نَهَارُكَ صَائِمٌ وَلَيْلُكَ قَائِمٌ " ، / ومنه قوله : { بَلْ مَكْرُ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ } [ سبأ : 33 ] . وهو كثير في الكلام والقرآن . وحركت الواو في " اشْتَرُوا " لسكونها ، وسكون لام التعريف بعدها ، وكان الضم أولى بها لأنها واو جمع ، ولأن الضمة عليها أخف من الكسرة ، ولأن لام الفعل المحذوفة قبلها كانت مضمومة . وأصله " اشتريوا " فقلبت / الياء ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها ، وحذفت الألف لسكونها وسكون الواو بعدها . وبقيت الفتحة تدل على الألف ، ولم ترد الألف عند حركة الواو لأن حركتها عارضة ليست بلازمة . ويجوز في الواو الكسر والفتح . ويجوز الهمز ، وهو بعيد جداً . وقوله : { وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ } . أي لم يكونوا في علم الله السابق ممن يهتدي فيؤثر الهدى على الضلالة .