Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 24-24)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلَن تَفْعَلُواْ } . أعلمهم الله أنهم لا يقدرون على ذلك ، فهو رد ونفي لما كلفوا ، أي إن كنتم صادقين . { وَلَن تَفْعَلُواْ } أي لن تطيقوا ذلك أبداً . فعلى هذا التأويل لا يحسن الوقف على " صادقين " . قوله : { ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ } . و " الوقود " بفتح الواو : الحطب ، وبضم الواو : التوقد . وحكى الأخفش عن بعض العرب أن الفتح والضم معاً بمعنى الحطب . وقال الكسائي : " الفتح هو الحطب ، والضم هو الفعل " ، يعني المصدر . فعلى هذا لا تحسن القراءة إلا بفتح الواو لأنه تعالى أخبر أن الذي تتوقد به النار هو الناس أعاذنا الله منها ووفقنا لما ينجينا منها ، وختم لنا بخير يبعدنا منها . { وَٱلْحِجَارَةُ } . قيل : يعني حجارة الكبريت . وقيل : هي حجارة من كبريت خلقها الله يوم خلق السماوات والأرض . وعن النبي [ عليه السلام ] أنه قال : " هِيَ حِجَارَةٌ مِنْ كِبْرِيتٍ أَسْوَدَ فِي النَّارِ " . وروى أصبغ بن الفرج " أن عيسى بن مريم عليه السلام بينما هو في سياحته إذ سمع أنيناً فمضى إليه يؤمه حتى انتهى إليه ، فإذا هو حجر يبكي ، فقال له عيسى : ألا أراك تبكي وأنت حجر ؟ قال : نعم يا روح الله إني أسمع الله يقول : { نَاراً وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ } [ التحريم : 6 ] / فادع [ لي الله ] يا روح الله ألا يجعلني منها " . وعلى ذلك أكثر أهل اللغة أن " الوَقُود " بالفتح الحطب ، وبالضم التلهب . وقد روي عن الحسن وطلحة بن مصرف ومجاهد أنهم قرأوا بالضم فيكون ذلك على اللغة التي حكاها الأخفش أن الفتح والضم بمعنى الحطب .