Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 25-25)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَبَشِّرِ ٱلَّذِين آمَنُواْ } . البشارة والبشرى في اللغة من البشرة ؛ فإذا قيل : استبشر فلان ، فمعناه ظهر أمر في بشرته . وسميت الجنة جنة لأنها تجن من دخلها ، أي تستره أشجارها وثمارها . والجنة عند العرب البستان ذو النخل والشجر . وقوله : { مِن تَحْتِهَا } . أي من تحت شجرها ومساكنها ، أي من دونها . يقال : داري / تحت دارك ، أي دونها ، أي بجوارها . / قوله : { قَالُواْ هَـٰذَا ٱلَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ } . معناه : أنهم لما أتوا بِثِمارِ الجنة شبهوها بثمار الدنيا في المنظر ، وهي مخالفة لها في الطعم والرائحة ، فمعنى { مِن قَبْلُ } أي في الدنيا . وقيل : المعنى : قالوا : هذا الذي رزقنا وعدنا به في الدنيا . وقيل : معناه : إنهم أتوا بثمار في الجنة فأكلوا ، ثم أتوا بمثلها في المنظر ومخالفاً في الطعم ، فقالوا عند نظرهم إلى الثانية : هذا الذي أكلنا من قبل ، أي من قبل هذا الوقت في الجنة . فيخبرون أن الطعم مختلف . قوله : { وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَٰبِهاً } . أي يشبه بعضه بعضاً في المنظر ويختلف في الطعم والرائحة ، وذلك أَجَلٌّ في الملك والنعيم . وهذا القول مروي عن ابن مسعود وابن عباس . وهو مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم . وقيل : معنى { مُتَشَٰبِهاً } أي أنه خيار حسن لا رذل فيه ؛ يشبه بعضه بعضاً في الطيب والحسن . وهو قول الحسن . واحتج بأن ثمار الدنيا فيها الحسن والرذل والوسط ، وثمار الجنة خيار كله . وقيل : معنى { مُتَشَٰبِهاً } : أي يشبه اسمه اسم ثمار الدنيا ، إلا أنه لا يشبهه في الطعم ولا في اللون ولا في الرائحة ، وهو قول مروي عن عبد الرحمن بن زيد وعن ابن عباس . قوله : { وَلَهُمْ فِيهَآ أَزْوَٰجٌ مُّطَهَّرَةٌ } . أي مطهرة من أوساخ بني آدم ؛ لا يحضن ولا يتمخطن ولا يتغوطن ولا يبلن ، فهن سالمات من جميع الأقذار ولا يلدن .