Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 105-110)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى ذكره : { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْجِبَالِ } إلى قوله : { وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً } . المعنى : ويسألك يا محمد قومك عن الجبال ، فقل يذريها ربي تذرية . وهو تصييرها هباء منبثاً ، فَيَذَرُها قَاعاً . أي : فيذر أماكنها قاعاً ، أي : أرضاً ملساء صفصفاً : أي : مستوياً لا نبات فيها ولا نشز ولا ارتفاع . وقيل : معناه يجعلها رملاً ، ثم يرسل عليها الرياح تنسفها وتفرقها حتى يصير مواضعها قاعاً مستوياً . فالصفصف ، المستوى . قال ابن عباس : قاعاً صفصفاً / : مستوياً ، لا نبات فيه . والقاع في اللغة ، المكان المنكشف . والصفصف : المستوى الأملس . وقال بعض أهل اللغة : القاع : مستنقع الماء . والصفصف الذي لا نبات فيه . ثم قال : { لاَّ تَرَىٰ فِيهَا عِوَجاً وَلاۤ أَمْتاً } . معناه عند ابن عباس : لا ترى فيها وادياً ولا رابية . والأمت عند أهل اللغة ، أن يكون في الموضع ارتفاع وانهباط وعلو وانخفاض . وقال قتادة : { لاَّ تَرَىٰ فِيهَا عِوَجاً } أي : صدوعاً ، { وَلاۤ أَمْتاً } أي : دوعاً ، { وَلاۤ أَمْتاً } أي : أكمة . وعن ابن عباس أيضاً : { عِوَجاً } : ميلاً ، والأمت : الأثر : مثل الشراك . ثم قال تعالى { يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ ٱلدَّاعِيَ لاَ عِوَجَ لَهُ } أي : يومئذ إذ يتبع الناس صوت الداعي الذي يدعوهم إلى موقف القيامة ، { لاَ عِوَجَ لَهُ } أي : لا عوج لهم عنه ، ولكنهم يأتمون به ، ويأتونه . قال محمد بن كعب القرظي : يحشر الناس يوم القيامة في ظلمة ، تطوى السماء وتتناثر النجوم ، وتذهب الشمس والقمر ، وينادي مناد فيتبع الناس الصوت يؤمونه . وقوله : { وَخَشَعَتِ ٱلأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ } . أي : وسكنت أصوات الخلائق للرحمن . فلا تسمع إلا همساً . أي : حس الأقدام إلى المحشر ، قاله : ابن عباس وعكرمة والحسن . وقيل : هو الصوت الخفي الذي يوجد لتحريك الشفتين ، وأصله الصوت الخفي . يقال : همس فلان إلى فلان بحديث ، إذا أسره إليه وأخفاه . وعن ابن عباس أيضاً : { هَمْساً } صوتاً خفياً . وهو قول مجاهد . ثم قال : { يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ ٱلشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ } . أي : لا تنفع الشفاعة ، إلا شفاعة من أذن له الرحمن في الشفاعة ، { وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً } أي : قال : لا إله إلا الله . { يَوْمَئِذٍ } بدل من الأولى . وإن شئت جعلته متعلقاً به { يَتَّبِعُونَ } فتبتدئ به إن شئت ، ولا تبتدئ به في القول الأول . ثم قال تعالى : { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ } . قال قتادة : " ما بين أيديهم من أمر الشفاعة وما خلفهم من أمر الدنيا " . وقيل : معناه : يعلم ما بين أيدي هؤلاء ، الذين يتبعون الداعي من أمر القيامة ، وما الذي يصيرون إليه من الثواب والعقاب ، وما خلفهم أي ما خلفوه وراءهم من أمر الدنيا . { وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً } أي : لا يحيط خلقه به علماً ، وهو يحيط بهم علماً . وقيل : المعنى ، لا يحيطون بما بين أيديهم وما خلفهم علماً . فتكون الهاء تعود على " ما " . وقال الطبري : الضمير في أيديهم وخلفهم ، يعود على الملائكة ، وكذلك هو في يحيطون . أعلم الله بذلك الذين كانوا يعبدون الملائكة ، وأن الملائكة لا تعلم ما بين أيديها وما خلفها يوبخهم بذلك . وإن من كان هكذا ، كيف يعبد ، وأن العبادة إنما تصلح لمن لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء . وهو الله لا إله إلا هو .