Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 129-131)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى ذكره : { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ } إلى قوله : { خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ } . أي : ولولا أن الله قدر أن كل من قضى له أجلاً ، فإنه لا يخترمه قبل بلوغ ذلك الوقت ، والأجل المسمى " لكان لزاماً " أي : لكان العذاب لزاماً لهم . وقيل : المعنى : لولا أنه قد سبق في علم الله تأخير عذاب هذه الأمة إلى يوم القيامة لكان العذاب لازماً لهم على كفرهم . وقيل : معنى : { كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ } أي : أنه لا يعذبهم حتى يبلغوا آجالهم . ومعنى : { وَأَجَلٌ مُّسَمًّى } هو يوم القيامة . وقال مجاهد : " الأجل المسمى هو الدنيا . وقال قتادة : الأجل المسمى ، الساعة ، يقول الله تعالى : { بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ } [ القمر : 46 ] . قال ابن عباس : " لكان لزاماً " لكان موتاً . وقال ابن زيد : اللزام : القتل . ثم قال : { فَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ } . أي : اصبر يا محمد على قول هؤلاء المكذبين بآيات الله ، بأنك ساحر وأنك مجنون ، وأنك شاعر ، ونحو ذلك . ثم قال : { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ ٱلشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا } . وقال ابن عباس : هي الصلاة المكتوبة أي : وصَلِّ بثنائك على ربك . وقيل : قوله : { بِحَمْدِ رَبِّكَ } معناه : بحمدك ربك ، وقوله : { قَبْلَ طُلُوعِ ٱلشَّمْسِ } يعني بعد صلاة الصبح وقبل غروبها ، صلاة العصر وقوله { وَمِنْ آنَآءِ ٱلْلَّيْلِ } أي : ومن ساعات الليل فسبح ، يريد صلاة العشاء الآخرة . وأطراف النهار يعني : صلاة الظهر والمغرب لأن صلاة الظهر في آخر طرف النهار الأول وفي أول طرف النهار الآخر فهي في طرفين منه ، والطرف الثالث غروب الشمس ، وعند ذلك تصلي المغرب ، فلذلك قيل أطراف النهار ، لأن للنهار أربعة أطراف ، عند طلوع الشمس وعند غروبها وعند زوال الشمس وعند وقوفها للزوال . وقيل : إنه جمع في موضع تثنية . كما قال : فقد صغت قلوبكما . وقيل : قوله { وَمِنْ آنَآءِ ٱلْلَّيْلِ } أوله وأوسطه وآخره قاله الحسن : يعني : به النافلة . وقال ابن عباس : " هو جوف الليل " . وقوله : { لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ } أي : في الآخرة . ولعل من الله واجبة . ثم قال تعالى : { وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ } . أي : لا تنظر يا محمد إلى ما جعلناه لهؤلاء المعرضين عن آيات الله وأشكالهم من متعة متعوا بها في الدنيا { لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } أي : لنختبرهم فيما متعناهم به . وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على إبل لبعض العرب قد سمنت فتقنع ثم مر ولم ينظر إليها ، لقول الله تعالى : { وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ … } الآية . " وزهرة " منصوبة بمعنى : متعنا ، لأن " متعنا " بمعنى : جعلنا ، أي : جعلنا لهم الحياة الدنيا زهرة . ثم قال تعالى ذكره : { وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ } . أي : وعده لك بما يعطيك في الآخرة خير لك " وأبقى " أي : " وأدوم " . ويروى أن هذه الآية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم من قبل أنه بعث إلى يهودي يستسلف منه طعاماً ، فأبى أن يسلفه إلا برهن فحزِن النبي لذلك ، فأنزل الله تعالى : { وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا … } الآية ، ونزلت { وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ ٱلْمَثَانِي وَٱلْقُرْآنَ ٱلْعَظِيمَ * لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ … } [ الحجر : 87 - 88 ] الآية . وقوله : { زَهْرَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } يعني : زينتها . وقوله : { لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } . أي : / لنبتليهم فيه . وقيل : لنجعل لهم ذلك فتنة .