Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 16-21)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى ذكره : { فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لاَّ يُؤْمِنُ بِهَا } إلى قوله : { سِيَرتَهَا ٱلأُولَىٰ } . أي : فلا يردنك عن العمل للساعة من لا يؤمن بها . أي : من لا يؤمن بالبعث . { وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ } أي : هوى نفسه ، وخالف أمر الله . { فَتَرْدَىٰ } أي : فتهلك إن فعلت ذلك . وقيل المعنى : فلا يصدنك يا موسى ، عن الإيمان بالساعة من لا يؤمن بها ، وهذا خطاب لموسى عليه السلام ، والمراد به الجميع . ثم قال تعالى : { وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يٰمُوسَىٰ } . " ما " لفظها ، لفظ الاستفهام ، ومعناها [ معنى ] التنبيه والتثبيت والتقرير لما يريد الله منها من إحالتها عما هي عليه . فإذا نبهه وقرره على حقيقتها ، لم يقدر بعد استحالتها وكونها حية أن يقول : كذا كانت . وقال الزجاج : " تلك " هنا موصولة بمعنى التي . أي : وما التي بيمينك . وقال الفراء : " تلك " بمعنى هذه . يوصلان كما يوصل الذي . وقوله : { قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا } . أي : اتكىء عليها في قيامي وقعودي . { وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي } . أي : أضرب بها الشجر ، فيسقط ورقها فترعاه الغنم . فالمعنى : وأهش بها الورق . يقال : هش الشجر . إذا خبطه بالعصا . قال ذلك قتادة وعكرمة والضحاك وابن زيد . ثم قال تعالى : { وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ } . أي : ولي في عصاي حاجات أخرى . والمآرب جمع واحدة مأربة ومآربة ومارِبة . بضم الراء وفتحها وكسرها . وهي من قولهم : لا إرب لي في هذا . أي : لا حاجة لي فيه . وقال : " أخرى " ولم يقل " أخر " . لأن المآرب جماعة ، فأتت على ذلك . قال السدي : " حاجات أخر ، أحمل عليها المزود والسقاء . ثم قال تعالى : { قَالَ أَلْقِهَا يٰمُوسَىٰ } . أي : ألق عصاك . { فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ } . قال ابن عباس : ألقاها فصارت حية تسعى ، ولم تكن قبل ذلك حية . قال فمرت بشجرة فأكلتها ، ومرت بصخرة فابتلعتها ، فجعل موسى يسمع وقع الصخرة في جوفها فولى مدبراً . فنودي يا موسى ، خذها فلم يأخذها . ثم نودي ثانية فلم يأخذها ، ثم نودي ثالثة { خُذْهَا وَلاَ تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيَرتَهَا ٱلأُولَىٰ } . أي : هيئتها الأولى ، عصا كما كانت ، فأخذها . وقال السدي : ألقاها فإذا هي حية تسعى ، فلما رآها تهتز كأنها جان ، ولّى مدبراً ولم يعقب ، فنودي يا موسى ، لا تخف إني لا يخاف لدى المرسلون . وقيل : إنما أراد الله جلَّ ذكره أن يريه الآية الكبرى من العصا لئلا يفزع منها إذا ألقاها عند فرعون ولا يولي مدبراً منها كما فعل عند الشجرة . وقيل : إنها عصا آدم ، نزل بها من الجنة ، طولها اثنى عشر ذراعاً بذراع موسى . ويروى أن العصا كانت من ورقة آس الجنة ، وهي من وسط الورقة الخط الثاني في وسط ورقة الآس " والآس " الريحان وكانت من ريحان الجنة من الخط الثاني في وسط الورقة المستطيل / ، فما ظنك بحسن ريحان يكون الخط الثاني في وسط ورقه [ منها ] عصا في طولها اثنى عشر ذراعاً . ويروى أن موسى صلى الله عليه وسلم أمره الله أن يدخل يده في فيها فيقبض عليها ، فأدخل يده في فيها وقبض عليها ، فصارت يده بين الشعبتين اللتين كانتا في العصا ، وصارت الحية في يده عصا على ما كانت عليه قبل ذلك ؟ . وكان للعصا شعبتان في رأسها ، فصارت الشعبتان فم الحية ، ثم عادت إلى حالتها .