Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 54-59)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { كُلُواْ وَٱرْعَوْا أَنْعَامَكُمْ } إلى قوله : { وَأَن يُحْشَرَ ٱلنَّاسُ ضُحًى } . أي : كلوا من طيبات ما أخرجنا لكم بالغيث وارعوا أنعامكم فيه . { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لأُوْلِي ٱلنُّهَىٰ } أي : إن في قدرة الله وسلطانه لعلامات لأولي العقول . أي : لأصحاب العقول . قال قتادة : " لأولي النهى " لأولي الورع . " والنهى " جمع نهية . يقال : فلان ذو نهية . أي ذو عقل . وخص أهل النهى بذلك ، لأنهم أهل التفكير والاعتبار والتدبر والاتعاض . ثم قال تعالى : { مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ } . أي : من الأرض خلقنا أصلكم . وهو آدم ، وفي الأرض نعيدكم بعد الموت ، ومن الأرض نخرجكم عند البعث في القيامة أحياء كما كنتم " تارة أخرى " أي : مرة أخرى . قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " إذا قبض الملك روح المؤمن عرج به إلى السماء فقال : قد قبضت روح فلان . فيقول الله عز وجل : ردّ بها . أي : قد وعدته { مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ } . قال : فإنه ليسمع صوت نعالهم ( إذا ولوا مدبرين ) . ثم قال تعالى : { وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا } أي : أرينا فرعون أدلتنا وحججنا التي أعطينا موسى وهارون كلها عياناً ، فكذب بها وأبى أن يؤمن ، استكباراً وعتواً . ثم قال : { قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يٰمُوسَىٰ } أي : قال فرعون لموسى لما رأى الآيات : { أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يٰمُوسَىٰ * فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَٱجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لاَّ نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلاَ أَنتَ مَكَاناً سُوًى } أي : مكاناً عدلاً نصفاً لنا / ولك ، قاله قتادة . وقال مجاهد : " مكانا منصفاً بينهم " . وقال ابن زيد : مكاناً مستوياً يتبين للناس ما فيه لا صبب ولا نشز ، فيغيب بعض ذلك عن بعض . وقيل : معناه : مكاناً سوى ذلك المكان الذي كانوا فيه ، فيكون الأحسن على هذا المعنى كسر السين . وعلى المعاني المتقدمة الضم . والكسر في السين لغتان بمعنى ، وفي العدل لغة أخرى ، وهي فتح السين والمد ، ومنه قوله : { إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَآءٍ بَيْنَنَا } [ آل عمران : 64 ] أي : عدل . ثم قال تعالى : { قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ ٱلزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ ٱلنَّاسُ ضُحًى } . أي : قال موسى لفرعون - حين سأله فرعون الاجتماع - موعدكم يوم الزينة . يعني يوم عيد كان لهم . وقيل : يوم سوق كان لهم يتزينون فيه . { وَأَن يُحْشَرَ ٱلنَّاسُ ضُحًى } أي يساق الناس ويجمعون من كل فج وناحية . والتقدير : وقت موعدكم يوم الزينة . وقد قرأ الحسن " يوم " بالنصب على الظرف على غير حذف . أي : موعدكم في هذا اليوم . أي : موعدكم يقع يوم الزينة " وأن يحشر الناس " . إن في موضع رفع عطف على يوم على قراءة من رفع . أي : وقت موعدكم يوم الزينة ، ووقت حشر الناس . واختار النحاس أن تكون " وإن " في موضع خفض عطفاً على الزينة . قال السدي : " يوم الزينة يوم عيد لهم " . وقال ابن جبير : " هو يوم سوق لهم " . وقوله : { وَأَن يُحْشَرَ ٱلنَّاسُ ضُحًى } أي يجتمعون في ذلك الوقت في الموضع . وعن ابن عباس أنه قال : " يوم الزينة ، كان يوم عاشوراء . وكذلك روى الأعمش . والضحى ، مؤنثة . وتصغيرها بغير هاء ، لئلا تشبه تصغير ضحوة . وقرأ الحسن : { وَأَن يُحْشَرَ ٱلنَّاسُ ضُحًى } بفتح الياء وضم الشين ، ونصب الناس ، على تقدير : وأن يحشر فرعون الناس ضحى .