Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 71-73)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى ذكره : { قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ ءَاذَنَ لَكُمْ } إلى قوله { خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ } . المعنى : قال فرعون للسحرة الذين خرّوا سجّداً : { آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ ءَاذَنَ لَكُمْ } يهددهم ويوعدهم أي : أصدقتم بموسى : إن موسى لكبيركم الذي علمكم السحر ، { فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ } فكان فرعون أول مَن قطع الأيدي والأرجل من خلاف . { وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ ٱلنَّخْلِ } . أي : عليها . وكان أول مَن صلب في جذوع النخل . ويقال : إن فرعون شبه على الناس بما قال . وذلك أنه لما رأى ما نزل به ، قال للسحرة : إن موسى لكبيركم الذي علمكم السحر فواطيتموه على ما صنعتم وعاملتموه على ذلك ليشكك الناس في الآيات التي ظهرت ، فقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف وصلبهم حتى ماتوا ، ومعنى " خلاف " أن يقطع يمين اليدين ويسرى الرجلين ، أو يسرى اليدين ويمنى الرجلين . ثم قال تعالى : { وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَآ أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَىٰ } . أي : أنا أشد عذاباً أو موسى . يخاطب بذلك السحرة . ومعنى : { وَأَبْقَىٰ } وأدوم . ثم قال : { قَالُواْ لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَآءَنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَاتِ } . أي : قال السحرة لفرعون لما توعدهم : لن نفضلك على ما رأينا من الحجج والبراهين فنتبعك ونكذب موسى . ثم قال : { وَٱلَّذِي فَطَرَنَا } . أي : لن نفضلك على الذي جاءنا وعلى الذي فطرنا . وقيل : الواو ، واو قسم . و { فَطَرَنَا } خلقنا . { فَٱقْضِ مَآ أَنتَ قَاضٍ } . أي : افعل ما أنت فاعل . ثم قال : { إِنَّمَا تَقْضِي هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَآ } . أي : قال له السحرة ذلك . والمعنى : إنما تقضي في متاع هذه الحياة الدنيا . و " ما " كافة لـ " إن " عن العمل . ولو جعلت " ما " بمعنى " الذي " رفعت " هذه الحياة الدنيا " أي : إن الذي تقضيه هذه الحياة الدنيا . وقيل : معنى الكلام إنما يجوز أمرك في هذه الحياة الدنيا . ثم قال : { إِنَّآ آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَآ أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ ٱلسِّحْرِ } . أي : ليغفر لنا خطايانا من السحر . { وَمَآ أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ ٱلسِّحْرِ } . فـ " ما " نافيه . أي : لم تكرهنا على السحر ، نحن جئنا به طائعين ، فهو ذنب عظيم ، نطمع أن يغفره الله لنا إذا متنا ، فتكون { مِنَ } لإبانة الجنسِ . وقيل : المعنى : ليغفر لنا ربنا خطايانا ، ويغفر لنا الذي أكرهتنا عليه من السحر . فتكون { مِنَ } للتبيين ، موضعها نصب ، ولا موضع لها في القول الأول . وهذا القول رويَ عن ابن عباس ، قال : " ذلك غلمان دفعهم فرعون إلى السحرة يعلمهم السحر " . وقال ابن زيد : " أمرهم بتعلم السحر " وقال الحسن : " كانوا إذا نشأ المولود فيهم ، أكرهه على تعلم السحر . ثم قال : { وَٱللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ } أي : خير ثواباً وأبقى عذاباً . قال محمد بن كعب : معناه : " خير منك ثواباً أن أطيع ، وأبقى منك عذاباً إن عصى " وهذا جواب منهم لقوله : { وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَآ أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَىٰ } .