Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 7-10)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى ذكره : { وَإِن تَجْهَرْ بِٱلْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ وَأَخْفَى } ، إلى قوله : { أَوْ أَجِدُ عَلَى ٱلنَّارِ هُدًى } . أي : وإن تجهر بالقول يا محمد ، فإن الله تعالى يعلم ما أسررت في نفسك ، وأخفى منه . قال الحسن ومجاهد وعكرمة : " السر " : ما أسررته إلى غيرك ، " وأخفى " ما حدثت به نفسك . وقال الضحاك : " السر " ما حدثت به نفسك ، و " أخفى " ما لم تفعله وأنت فاعله " ، وكذلك ، روي عن ابن عباس . قال ابن عباس : و " أخفى " ما تعمل غداً . وقال ابن جبير : " السر " : ما أسره الإنسان في نفسه ، " وأخفى " : ما لم يعلم الإنسان مما هو كائن . وقيل : معنى : " وأخفى " : ما ليس في نفس الإنسان . وسيكون ذلك في نفسه ، فهو لا إله إلا هو يعلم ما سيجري في نفس الإنسان قبل أن يجري . وقال ابن زيد : " يعلم السر " أسرار العباد وأخفى سره . وقاله أبوه زيد بن أسلم . أي : يعلم سر عباده ، وأخفى سره ، فلا يعلمه أحد جلّ وعزّ ، وهذا اختيار النحاس . وأنكر هذا القول الطبري . وقوله : { يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ وَأَخْفَى } ، أتى على غير ظاهر ، جواب قوله " وإن تجهر بالقول ، إنما هو جواب لمن قيل له وأن تستر بالقول ، فإن الله يعلم السر وأخفى ، ولكنه محمول على المعنى ، كأنه قال : ما حاجتك إلى الجهر ، والله يعلم السر وأخفى من السر . ثم قال : { ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ ٱلأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ } . من جعل الله بدلاً من الضمير في " يعلم " لم يقف على " أخفى " ، ومن جعله مبتدأ ، وقف على أخفى . أي : معبودكم واحد ، لا معبود غيره ، ولا إله إلا هو { لَهُ ٱلأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ } / . هي تسعة وتسعون اسماً على ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي ألفاضها اختلاف . قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لله تسعة وتسعون اسماً : مائة إلا واحدة من أحصاها دخل الجنة " أي : من حفظها . وقيل : من آمن بها . وقيل : من قالها معتقداً لصحتها . ثم قال تعالى ذكره { وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ } { إِذْ رَأَى نَاراً } . معناه : أن الله يخبر نبيه صلى الله عليه وسلم بما مضى من أخبار الأنبياء عليهم السلام قبله ، وما مضى عليهم ليتعزى بذلك مما يناله من قريش . ذكر : أن موسى عليه السلام أضل الطريق في شتاء ليلاً ، فلما رأى ضوء النار ، قال لأهله : امكثوا لعلي أتيكم بخبر نهتدي به على الطريق أو آتيكم بقبس توقدونه في هذا البرد . قال ابن عباس : لما قضى موسى الأجل ، سار بأهله فضل الطريق . قال وهب بن منبه : لما قضى موسى الأجل . خرج ومعه غنم له ، ومعه زندله وعصاه في يده ، يهش بها على غنمه نهاراً ، وإذا أمسى اقتدح ناراً فبات عليها هو وأهله وغنمه ، فإذا أصبح غدا بغنمه وبأهله يتوكأ على عصاه ، فلما كان الليلة التي أراد الله جلّ وعزّ بموسى كرامته ، وابتدأه فيها بنبوته ، أخرج زنده ليقدح ناراً لأهله ليبيتوا عليها ويصبح ويعلم وجه سبيله ، فقدح حتى إذا أعياه لاحت النار فرآها . { فَقَالَ لأَهْلِهِ ٱمْكُثُوۤاْ إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً } ، أي أبصرتها ، لعلي آتيكم منها … الآية … وقيل : معنى : " آنست " علمت ووجدت . و " القبس " النار في طرف العود أو قصبة . { أَوْ أَجِدُ عَلَى ٱلنَّارِ هُدًى } . أي : دلالة تدلني على الطريق ، قاله ابن عباس . وقال مجاهد : " هدى " أي : هادياً يهدي إلى الطريق . وقال وهب : " أو أجد على النار هدى " أي : علماً من أعلام الطريق يدلني عليه .