Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 71-73)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى ذكره : { وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً } إلى قوله : { لَنَا عَابِدِينَ } . أي : ونجينا إبراهيم ولوطاً من أعدائهما نمرود وقومه ، من أرض العراق إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين . وهي أرض الشام قاله قتادة والحسن ، وقاله أُبي بن كعب وغيرهم . وكان لوطاً ابن أخي إبراهيم . ويروى أن سارة زوج إبراهيم أخت لوط ، يريدون أخت لوط لأمه ، إذ لا يحل تزوج أخت ابن الأخ لأب أو لأب وأم . ولوط هو ابن هارون بن بارح أبي إبراهيم . وهارون هو أخو إبراهيم . وكان نمرود إله أريكوثا من أرض العراق فهاجرا إلى أرض الشام ، خرجا إليها مهاجرين . ويروى أن جميع الأمواه العذبة تخرج من تحت الصخرة التي ببيت المقدس . ويقال : هي أرض المحشر والمنشر . وبها يجتمع الناس وبها ينزل عيسى ، وبها يهلك الله مسيح الضلالة الكذاب الدجال . قال ابن إسحاق : خرج إبراهيم مهاجراً إلى ربه ، وخرج معه لوط مهاجراً ، وتزوج إبراهيم سارة بنت عمه ، فخرج بها معه يلتمس الفرار بدينه والأمان على عبادة ربه ، حتى نزل حران ، فمكث بها ما شاء الله أن يمكث . ثم خرج منها مهاجراً حتى قدم مصر ، ثم خرج من مصر إلى الشام ، فنزل السبع من أرض فلسطين وهي برية الشام ونزل لوط بالمؤتفكة . وهي من السبع على مسيرة يوم وليلة وأقرب من ذلك ، فبعثه الله نبياً . وقيل : إن سارة إنما هي بنت ملك حران ، تزوجها واشترط لها ألا يغيرها . وكان لوط ابن أخت إبراهيم . وكان مسكن لوط بحران . وقال ابن عباس قوله : { إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ } . مكة ونزول إسماعيل البيت ، ودل على ذلك قوله : { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ } [ آل عمران : 96 ] . ثم قال تعالى : { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً } أي : ولد الولد / فالنافلة يعقوب . قاله : ابن عباس وقتادة . وقال ابن جريج : النافلة : إسحاق ويعقوب . ومعنى النافلة : عطية . أي : وهبناهما له عطية من عندنا وكذلك قال مجاهد . فعلى القول الأول ، يقف على " إسحاق " وعلى هذا القول ، لا تقف عليه . ثم قال تعالى : { وَكُلاًّ جَعَلْنَا صَالِحِينَ } . أي : وكلهم جعلنا عاملين بطاعة الله . ثم قال : { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } . أي : أئمة يهتدى بهم في أمر الله ، قاله قتادة . وقيل : جعلهم أئمة يؤتم بهم في الخير . وقيل : المعنى : يهدون الناس بأمر الله إياهم بذلك ، ويدعونهم إلى الله وإلى عبادته . { وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِمْ فِعْلَ ٱلْخَيْرَاتِ } . أي : أن افعلوا الخيرات وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة ، أي : أمرناهم بذلك . فالمصدر ، يقدر بأن والفعل . ثم قال تعالى : { وَكَانُواْ لَنَا عَابِدِينَ } . أي : خاشعين لا يستكبرون عن عبادتنا . و " عابدين " وقف إن نصبت " ولوطاً " بإضمار فعل . أي : واذكر لوطاً .