Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 28-28)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { لِّيَشْهَدُواْ مَنَافِعَ لَهُمْ } إلى قوله : { ٱلْبَآئِسَ ٱلْفَقِيرَ } . أي : يأتون ليشهدوا منافع لهم : وهي التجارات في الأسواق والمواسم ، قاله : ابن عباس وابن جبير . وقال مجاهد : هي منافع في الآخرة ، ومنافع في الدنيا ، الأجر والربح . وقيل : هو المغفرة فقط . ثم قال : { وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ فِيۤ أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ ٱلأَنْعَامِ } يعني : الهدايا التي أهدوا من الإبل والبقر والغنم . قال علي بن أبي طالب : الأيام المعلومات : يوم النحر ، ويومان بعده ، إذبح في أيها شئت ، وأفضلها أولها ، وهو قول : ابن عمر ، وأهل المدينة . وقال ابن عباس : المعلومات : العشر ، يوم النحر منها ، والأيام المعدودات : أيام التشريق إلى آخر النفر . وهو قول : عطاء ومجاهد والنجعي والضحاك ، وهو قول : الكوفيين . وقال القتبي : المعلومات : عشر ذي الحجة . والمعدودات يوم التروية ويوم عرفة ويوم الزينة . ثم قال تعالى : { فَكُلُواْ مِنْهَا } أي : فكلوا من بهائم الأنعام التي ذكر اسم الله عليها هنالك . وهذه إباحة لا إيجاب . واستحب مالك والليث أن يأكل الرجل من أضحيته لقوله : { فَكُلُواْ مِنْهَا } . وقال الزهري : من السنة أن يأكل أولاً من الكبد . قال بعض العلماء : ذبح الضحايا ناسخ لكل ذبح كان قبله . وقيل : قوله : " فكلوا منها " ناسخ لفعل المشركين ، لأنهم كانوا يحرمون لحوم الضحايا على أنفسهم . واختار جماعة من الصحابة ، وغيرهم من التابعين أن يتصدق الرجل بالثلث ويطعم الثلث ، ويأكل هو وأهله الثلث . ومذهب علي بن أبي طالب وابن عمر أن لا يذخر من الضحايا شيئاً من بعد ثلاث ، وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم . وقال جماعة من العلماء والصحابة : يذخر منها بعد ثلاث ، ورووا : أن الحديث منسوخ بالإذخار ، وأن النبي عليه السلام قال : إنما أمرتكم ألا تذخروا من أجل الدافة التي دفت عليكم روته عائشة رضي الله عنها . والدافة : الجماعة . وقال الحسن البصري : العقيقة واجبة ، وهي عند مالك وأكثر العلماء مثل الضحية ، منذوب إليها . وقال أبو حنيفة : الضحية واجبة على كل من وجد إليها سبيلاً ، وعلى الرجل أن يضحي عن ولده ، والجماعة على خلافه لأن الله تعالى لم يوجبها في كتابه ، ولا أوجبها رسوله ، ولا اجتمعت الأمة على ذلك . وقوله : { وَأَطْعِمُواْ ٱلْبَآئِسَ ٱلْفَقِيرَ } يعني : الزمن المقتر . وقال مجاهد : هو الذي يمد إليك يده . وقال عكرمة : البائس : المضطر الذي عليه البؤس ، والفقير : المتعفف . والبائس عند أهل اللغة : الذي عليه البؤس من شدة الفقر . وقيل : البائس الذي يتبين عليه اثر البؤس والضر .