Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 51-54)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى ذكره : { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } إلى قوله : { ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } . قرأ الحسن { قَوْلَ } بالرفع على اسم كان ، وهذه الآية تأديب للمؤمنين ليسارعوا إلى طاعة الله ورسوله إذا دعوا إلى حكم . ولفظه لفظ الخبر ومعناه التحضيض أن يفعل المؤمنون كذلك . وقوله : { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } ، معناه المدركون طلباتهم بفعلهم . ثم قال : { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } . قال ابن أبي كُريمة : معناه من يطع الله فيوحده ، ورسوله فيصدقه ، ويخش الله فيما مضى من ذنوبه ، ويتقه فيما بقي من عمره فأولئك هم الفائزون . الفوز في اللغة : النجاة ، والفلاح : البقاء في النعيم . وقيل : المعنى : من يطع الله فيما أمره به ، ونهاه عنه ويسلم لحكمه له / وعليه ، ويخشى عاقبة معصية الله ، ويتق عذاب الله ، فأولئك هم الفائزون أي الناجون من عذاب الله . ثم قال : { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ } ، أي : وحلف هؤلاء المعرضون عن حكم الله ورسوله إذا دعوا إليه : جهد أيمانهم ، أي أغلظ أيمانهم وأشدها لئن أمرتهم يا محمد بالخروج إلى الجهاد ليخرجن . قل لهم يا محمد : لا تقسموا أي لا تحلفوا هذه طاعة معروفة بينكم فيها التكذيب . وقيل : المعنى لا تحلفوا طاعة معروفة أمثل : من قسمكم . وقال مجاهد : معنى طاعة معروفة : أي قد عرفت طاعتكم أي أنكم تكذبون . ثم قال : { إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } ، من طاعتكم له ولرسوله وخلاف أمرهما وغير ذلك من أموركم . وأجاز الزجاج : { طَاعَةٌ } بالنصب على المصدر { لاَّ تُقْسِمُواْ } ، تمام . ثم قال : { قُلْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ } ، أي : قل يا محمد لهؤلاء المقسمين ليخرجن معك إذا أمرتهم : أطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه ، وأطيعوا الرسول { فَإِن تَوَلَّوْاْ } ، يصلح أن يكون ماضياً ، ومستقبلاً ، ولكن هو هنا مستقبلاً بدليل قوله : { عَلَيْكُمْ مَّا حُمِّلْتُمْ } ، ولو كان ماضياً لقال : عليهم ما حملوا . ومعنى : " عليكم ما حملتم " أي عليكم فعل ما أمركم به الرسول . وعليه ما حمل أي ما كلف من التبليغ . ثم قال : { وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواْ } ، أي : إن تطيعوا الرسول فيما أمركم به ، ونهاكم عنه : تهتدوا أي ترشدوا وتصيبوا الحق { وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } ، أي : ليس على من أرسله الله إلى قوم برسالة إلا أن يبلغهم رسالات الله بلاغاً بيناً ، ويفهمهم ما أراد الله منهم فيما أرسله به إليهم .