Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 100-101)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً } الآية . نزلت هذه الآية في قوم من اليهود أرادوا أن يحدثوا الفتنة بين الأوس والخزرج ، وقد كان بين القبيلتين فتنة فذهبت بالنبي عليه السلام ، فأراد قوم من اليهود أن يحدثوها بينهم ، فنهى الله عز وجل عن ذلك وأخبرهم أنهم إن أطاعوهم كفروا ، ثم قال : { وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ ٱللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ } [ معناه : وعلى أي حال تكفرون أيها المؤمنون وآية الله تقرأ عليكم ورسوله ] بين أظهركم يدعوكم إلى الحق ويبينه لكم ، فليس لكم عذر في ارتدادكم عن الحق { وَمَن يَعْتَصِم بِٱللَّهِ } أي : يمتنع به { فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } . قال ابن جريج : { وَمَن يَعْتَصِم بِٱللَّهِ } : من يؤمن بالله . وقال ابن العباس : كانت الأوس والخزرج بينهم حرب في الجاهلية كل شهر ، فبينما هم جلوس إذ ذكروا ما كان بينهم حتى غضبوا فقام بعضهم إلى بعض بالسلاح ، فنزلت هذه الآية { وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ } ، ونزلت { وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ } . وروي أن شاس بن قيس كبير اليهود دس على الأوس والخزرج من يذكرهم ما كان بينهم من الحروب والدعاء طمعاً أن يفرق إلفتهم ، فلما ذكروا بذلك ثار بينهم شر حتى أخذوا السلاح ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ووعظهم وذكرهم بالله والإسلام ، فرجع القوم ، وعلموا أنها نزعة من الشيطان ، فبكوا وتعانقوا [ وانصرفوا ] مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فنزلت الآيات في توبيخ أهل الكتاب على فعلهم وتذكير الأنصار ووعظهم .