Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 103-103)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ } . أي : تعلقوا بأسباب الله { وَلاَ تَفَرَّقُواْ } أي : تمسكوا بدين الله . والحبل في اللغة الذي يتوصل به إلى البغية . قال ابن مسعود : حبل الله الجماعة . وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " كتاب الله حبل الله الممدود من السماء الى الأرض " . وقيل : حبله ، عهده وأمره ، وأكثر المفسرين على أنه القرآن ، وقال أبو العالية حبل الله الإخلاص والتوحيد . وقال ابن زيد : حبل الله : الإسلام . وقال القتبي : حبل الله : دينه . وروى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " أيها الناس عليكم بالطاعة ، والجماعة فإنها حبل الله الذي أمر به وإن ما تكرهون في الطاعة والجماعة هو خير مما تحبون في الفرقة " وهذا تذكير للأنصار إذ كانوا يقتتلون في كل شهر فلما أتى الإسلام واجتمعوا عليه ألف الله بينهم وزالت العداوة التي كانت بينهم عشرين ومائة سنة ، وقد كانوا بني عم . ومذهب البصريين أن { وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ } تمام الكلام ، ومذهب الكوفيين أن { إِذْ كُنْتُمْ } متصل بـ { وَٱذْكُرُواْ } . { وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ ٱلنَّارِ } ، هذا مثل لما كانوا عليه من الكفر ، أنقذهم الله من ذلك بالإسلام . وشفا الحفرة : طرفها . وقيل : { فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا } بمحمد صلى الله عليه وسلم قاله السدي ، فالآية للأنصار خاصة لما أزال الله عنهم من القتل الذي كان بينهم . وقيل : هي لقريش لأن بعضهم كان يغير على بعض فلما دخلوا في الإسلام حرمت عليهم الأموال والدماء فأصبحوا إخواناً . والهاء في { مِّنْهَا } تعود على النار ، وقيل على الحفرة .