Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 104-104)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى ٱلْخَيْرِ } الآية . معناها : ولتكن منكم أيها المؤمنون جماعة مستقيمة يدعون [ الناس ] إلى الخير ، وهو الإسلام ، ويأمرونهم بالمعروف أي : باتباع محمد عليه السلام . وما جاء به ، وينهونهم عن المنكر ، وهو التكذيب لمحمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به أولئك الذين يكونون هكذا من المفلحين . وقيل : إن [ من ] هاهنا لبيان الجنس ، ولأن المعنى ولتكونوا كلكم أمة مستقيمة يدعون إلى الخير . [ ومن ] مؤكدة أن الأمر للمخاطبين ومثله { فَٱجْتَنِبُواْ ٱلرِّجْسَ مِنَ ٱلأَوْثَانِ } [ الحج : 30 ] فلم يأمرهم باجتناب بعض الأوثان وإنما المعنى : فاجتنبوا الأوثان فإنها رجس ، فكذلك لم يأمر بعض المؤمنون بالدعاء إلى الخير دون البعض إنما أمرهم كلهم ، ودل على ذلك قوله : { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ } [ آل عمران : 110 ] . وقال من زعم أن [ من ] للتبعيض ، إنما أمر الله بعض المؤمنين بالدعاء إلى الخير ، لأن الدعاء ينبغي أن يكونوا علماء بما يدعون الناس إليه ، وليس كل الخلق علماء ، فالأمر واقع لمن فيه علم ، وهو بعض الناس ، فمن للتبعيض على أصلها . والأمة : الجماعة ، والقائمة : المستقيمة ، الطريقة الصحيحة : الديانة . وقرأ عثمان بن عفان رضي الله عنه : [ وينهون عن المنكر ويستعينون بالله [ على ] ما أصابهم " زاد خمس كلمات ، وما يقرأ بذلك اليوم لأنه خلاف لخط المصحف المجمع عليه ] " .