Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 159-159)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَإِن مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ … } الآية . التقدير عند سيبويه ، ( وإن من أهل الكتاب أحد ) . وعند الكوفيين ( وإن من أهل الكتاب إلا ( من ) ليؤمنن [ به ] ) حذفوا الموصول وهو قبيح . وسيبويه إنما قدر حذف الموصوف ، وإقامة الصفة مقامه ، وذلك كثير في القرآن والكلام ، قال الله : { أَنِ ٱعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ } [ سبأ : 11 ] أي : دروع سابغات فحذف الموصوف ، فقول سيبويه أحسن واختيار جيد . وحذف الموصول وإقامة الصلة مقامه على قول الكوفيين غير جائز ولا موجود لأن الصلة كبعض الموصول ، ولا يحسن حذف بعض الاسم ، ولأن الصلة لا بد منها للموصول وليس الصفة كذلك فقد يستغنى عنها . والمعنى : إنهم كلهم يؤمنون بعيسى إذا نزل لقتل الدجال ، فتصير الأمم كلها واحدة ملة الإسلام ، كذلك قال ابن عباس ، والحسن وقتادة . قال ابن زيد : إذا نزل عيسى لقتل الدجال لم يبق يهودي إلا آمن ، وذلك حين لا ينفعهم إيمانهم ، فالهاء في " به " يعود على عيسى صلى الله عليه وسلم في هذين القولين . وروى عن ابن عباس أنه قال : ليس من أهل [ الكتاب ] أحد إلا يؤمن بعيسى قبل موته " أي موت الكتابي إذا عاين الحق " . وقال [ مجاهد ] : لا تخرج نفس الكتابي حتى يؤمن بعيسى قال وإن غرق ، وإن تردى من حائط لا بد أن يؤمن بعيسى . وقد قرأ أُبي : " قبل موتهم " فهذا يدل على أنها لأهل الكتاب وهو قول أكثر المفسرين . وقال ابن عباس : " لا يموت اليهودي حتى يشهد أن عيسى عبد الله ورسوله ، وإن عجل عليه بالسلاح . وقال عكرمة : لو وقع يهودي من فوق القصر لم يبلغ الأرض حتى يؤمن بعيسى ، فالهاء تعود على الكتابي على هذه الأقوال ويجوز أن تكون لعيسى . وروي عن عكرمة أيضاً ، لا يموت اليهودي والنصراني حتى يؤمن بمحمد عليه السلام . فالهاء في " به " تعود على محمد صلى الله عليه وسلم . وفي حرف أُبي ومصحفه " قبل موتهم " يعني : أهل الكتاب . واختار الطبري أن تكون لعيسى ، وأن يكون المعنى ليس أحد من أهل الكتاب الحاضرين عند نزول عيسى إلا ليؤمن بعيسى قبل موت عيسى عليه السلام . وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الأنبياء أخوات لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد ، وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم ، لأنه لم يكن بينه وبيني نبي ، وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه ، فإنه رجل مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض ، سبط الشعر ، كأن رأسه يقطر ، وإن لم يصبه بلل ، بين ممصرتين ، فيدق الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويفيض المال ويقاتل الناس على الإسلام حتى يُهلك الله عز وجل في زمانه الملل كلها غير الإسلام ، ويُهلك الله في زمانه المسيح الكذاب الدجال وتقع الأمنة في زمانه حتى ترتع الأسود مع الإبل ، والذئاب مع الغنم ، ويلعب الغلمان والصبيان بالحيات ، لا يضر بعضهم بعضاً ، ثم يلبث في الأرض ما شاء الله - وربما قال - أربعين سنة ، ثم يتوفى ، ويصلي عليه المسلمون ويدفنونه " . قوله : { وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً } أي : شاهداً على تكذيب من كذبه ، وتصديق من صدقه ، وأنه بلغ الرسالة وأقر بالعبودية .