Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 163-163)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ نُوحٍ … } الآية . قرأ الحسن : يونس ويوسف بالكسر جعله فعلاً مستقبلاً سمي به من آسف وآنس ، وعلى هذا يجب أن يصرفا في النكرة ، ويهمزا ، ويكون جمعهما : يا أنس ويا أسف . ومن لم يهمز قال في الجمع : يوانس ويواسف . وحكى أبو زيد : يونس ويوسف بالفتح لغة . ومعنى الآية إن الله أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم أنه أرسل إليه بالرسالة كما أرسل إلى من ذكر من الأنبياء وإلى من لم يسم . وقيل : معناه : أوحى إلى جميعهم وإلى محمد صلى الله عليه وسلم { أَنْ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ } [ الشورى : 13 ] . وكان سبب نزول هذه الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبرهم بما أوحى الله إليه من سؤالهم إياه أن ينزل عليهم كتاباً فتلا ذلك عليهم وفضحهم : { مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ } [ الأنعام : 91 ] بعد موسى ، فأنزل الله هذه الآية تكذيباً لهم . وقيل : إنهم قالوا عند نزول هذه الآية { مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ } [ الأنعام : 91 ] ولا على عيسى ، ولا على موسى ، فأنزل الله { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } [ الأنعام : 91 ] الآية . وروي أن سكين بن عدي بن زيد قال للنبي صلى الله عليه وسلم : والله ، يا محمد ما نعلم أن الله أنزل على بشر من شيء بعد موسى ، فأنزل الله هذه الآية . وروى [ أبو ] ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الأنبياء مائة ألف وعشرون ألف . والرسل منهم ثلاثة مائة وثلاثة عشر منهم أربعة سريانيون وهم آدم ، وشيث وإدريس ، ونوح ، ومنهم أربعة من العرب : هود وشعيب وصالح ونبيكم محمد صلى الله عليه وسلم " . وأول أنبياء بني إسرائيل بعد أولاد إسرائيل وإسرافيل يعقوب موسى ، وآخرهم عيسى صلى الله عليهم وسلم أجمعين . وروى أيضاً عنه أنه ( قال ) : جميع كتب الله التي أنزل مائة كتاب ، وأربعة كتب : أنزل الله على شيث خمسين صحيفة ، وعلى إدريس ثلاثين صحيفة ، وعلى إبراهيم عشر صحائف ، وعلى موسى قبل التوراة عشر صحائف ، وأنزل التوراة والإنجيل ، والزبور والقرآن ، فكانت صحائف إبراهيم أمثالاً كلها : يا أيها الملك المسلط المبتلى المغرور ، إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها إلى بعض ، ولكن بعثتك لترد عني دعوة مظلوم ، فإني لا أردها وإن كانت من كافر … " وكان فيها : " وعلى العاقل أن تكون له ساعات : [ ساعة ] يناجي فيها ربه ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يفكر فيها في صنيع الله ، وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب . " . " وعلى العاقل ألا يكون صاحباً إلا لثلاث : تزود لمعاد ، أو مرمة لمعاش ، أو لذة في غير محرم . … " وعلى العاقل أن يكون بصيراً بزمانه مقبلاً على شأنه ، حافظاً للسانه " . ومن حسب كلامه : " من عمله قل كلامه " . قال : وكانت صحف موسى كلها عبراً . " عجبت لمن أيقن بالموت وهو يفرح " . " وعجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو يسخط " . " وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم اطمأن إليها " . " وعجبت لمن أيقن بالحساب غداً ثم لا يعمل " . ويروى أن آدم عاش ألف سنة وفي التوراة عاش ألف سنة إلا سبعين عاماً . وكان بين آدم والطوفان ألفاً سنة ومائتا وإثنان وأربعون سنة . وبين الطوفان وبين موت نوح ثلاثمائة وخمسون سنة . وبين نوح وإبراهيم ألفاً سنة ومائة سنة وأربعون سنة . وبين إبراهيم وموسى سبعمائة سنة . وبين موسى وداود خمسائة سنة . وبين داود وعيسى ألف سنة ومائتا سنة . قال وهب بن منبه : كان بين آدم ونوح عشرة آباء ، وبين نوح وإبراهيم عشرة آباء . قال عكرمة : كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام . قال القتيبي : قرأت في الإنجيل : أن بين إبراهيم وداود أربعة عشر قرناً ، ومن داود إلى جالية بابل أربعة عشر قرناً ، ومن جالية بابل إلى عيسى أربعة عشر قرن .