Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 41-41)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ } الآية . العامل في " كيف " " جئنا " المعنى : فكيف يكون حالهم إذا جئنا من كل أمة بشهيد يشهد على أعمالهم ، وجئنا بك يا محمد على أمتك شهيداً ، وكان النبي عليه السلام إذا أتى على هذه الآية فاضت عيناه ، وقال ابن مسعود : أمرني رسول الله عليه السلام أن أقرأ عليه سورة النساء حتى بلغت { وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ شَهِيداً } فاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدموع فسكت . قال السدي يأتي النبي يوم القيامة منهم من أسلم معه من قومه واحد والاثنان ، والعشرة ، وأقل وأكثر من ذلك حتى يأتي لوط صلوات الله عليه وسلم لم يؤمن معه إلا بنتاه فيقال للنبيين : هل بلغتم ما أرسلتم به ؟ فيقولون : نعم فيقال له : من يشهد لكم ؟ فيقولون : أمة محمد عليه السلام . فتدعى أمة محمد عليه السلام فيقال لهم : إن الرسل ادعوا عندكم شهادة فبم تشهدون ؟ فيقولون : يا ربنا نشهد أنهم قد بلغوا كما شهدوا في الدنيا في التبليغ ، فيقال : من يشهد على ذلك ؟ فيقولون : محمد صلى الله عليه وسلم ، فيشهد محمد صلى الله عليه وسلم أن أمته قد صدقت ، وأن الرسل قد بلغوا فذلك قوله { لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً } . ومن رواية يونس عن ابن وهب عن إبراهيم عن حيان بن أبي جيلة بسنده إلى النبي عليه السلام أنه قال : " إذا جمع الله عباده يوم القيامة كان أول من يدعى إسرافيل فيقول الله عز وجل : ماذا فعلت في … هل بلغت عهدي ؟ فيقول : نعم ، أي رب ، قد بلغت جبريل ، فيدعى جبريل فيقول له : هل بلغك إسرافيل عهدي ؟ فيقول : نعم يا رب ، قد بلغني ، فيخلى عن إسرافيل ، فيقال لجبريل : هل بلغت عهدي ؟ فيقول : نعم قد بلغته الرسل ، فيدعى الرسل فيقول : هل بلغكم جبريل عهدي ؟ فيقولون : نعم ، فيخلى عن جبريل ثم ، يقال للرسل : ما فعلتم بعهدي ؟ فيقولون : بلغنا أممنا ، فيدعى الأمم ، فيقال لهم : هل بلغكم الرسل عهدي ؟ فمنهم المكذب ، ومنهم المصدق ، فيقول الرسل : إن لكم علينا شهداء يشهدون أنا قد بلغنا مع شهادة ، فيقول الله عز وجل : من يشهد لكم ؟ فيقول الرسل : أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فتدعى أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فيقول الله عز وجل : أتشهدون أن رسلي هؤلاء قد بلغوا عهدي إلى من أرسلوا إليهم ؟ فيقولون : نعم ، رب شهدنا أنهم قد بلغوا ، فتقول تلك الأمم : ( لا ) . كيف يشهدون علينا ولم يدركنا ؟ فيقول لهم الرب : كيف تشهدون على من لم تدركوا ؟ فيقولون : ربنا بعثت إلينا رسولاً ، وأنزلت إلينا عهدك وكتابك ، فقصصت علينا قصصهم ، فشهدنا بما عهدت إلينا ، فيقول الرب تعالى ذكره : صدقوا ، فكذلك قوله : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ } الآية " . وقد مضى في هذه الآية ما فيه كفاية وهذه زيادة إن لم يتقدم لفظها وإن كان قد تقدم معناها . وفي رواية أخرى عن الأوزاعي قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أول من يسأل يوم القيامة عن البلاغ : اللوح المحفوظ . يقال : هل بلغت إسرافيل ما أمرت به ؟ فيقول : نعم ، قيل لإسرافيل : هل بلغك اللوح المحفوظ ما أمر به ؟ فيقول : نعم ، فما أرى شيئاً أشد فرحاً يوم القيامة من اللوح المحفوظ حين صدقه إسرافيل ، ثم كذلك إسرافيل وجبريل والأنبياء " . قال في الحديث : فما أرى شيئاً ( أشد فرحاً ) من كل واحد إذا صدقه من أرسل إليه ثم قرأ الأوزاعي : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ } الآية . قال الضحاك هو قول الله تعالى { هُوَ سَمَّاكُمُ ٱلْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَـٰذَا لِيَكُونَ ٱلرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ } [ الحج : 78 ] .