Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 12-12)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله { وَلَقَدْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ } الآية . أخبر الله تعالى في هذه الآية بما كان من أسلاف هؤلاء الذين أرادوا كيد رسول الله صلى الله عليه وسلم . ( و ) قوله : { ٱثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً } : النقيب - في اللغة - كالأمين والكفيل والعريف . قال قتادة : جعل من كل سبط ( رجلاً شاهداً ) عليهم . والأسباط : نسل ( اثني عشر ولداً ) ليعقوب ، ( فنسل كل ولد ليعقوب ) سبط ، ( فجعل من كل سبط ) رجل أمين عليهم . قال السدي : أمر الله موسى وبني إسرائيل بالسير إلى بيت المقدس - وفيها جبارون - فلما ( قَرُبوا ) بعث موسى اثني عشر نقيباً من جميع أسباط بني إسرائيل ليأتوه بخبر الجبارين ، فلقيهم رجل من الجبارين - يقال له عاج - فأخذ ( الإثني عشر ) فجعلهم في حُجْزَته ، وعلى رأسه حملة حطب ، فانطلق بهم إلى امرأته ( وقال ) : انظري إلى هؤلاء القوم الذين يزعمون أنهم يقاتلوننا ، فطرحهم بين يديها وقال : ( ألا أطْحَنهُم ) برجلي ، فقالت له امرأته : لا بلْ خلِّ عنهم حتى يُخبروا قومَهم بما قد رَأوا ، ففعل ذلك ، فقال بعضهم لبعض : يا قوم إنكم إن أخبَرْتُم بني إسرائيل خبر القوم ، ارتدوا عن نبي الله ، ولكن اكتموه وأخبروه [ نَبِييَ ] الله فيكونان هما يَرَيان رأيهما ، فأخذ بعضهم على بعض الميثاق بذلك ثم رجعوا ، فنكث عشرة منهم العهد ، فجعل الرجل يخبر أخاه وأباه بما رأى من عاج ، وكتم رجلان منهم ، فأتوا موسى وهارون صلى الله عليهما وسلم فأخبروهما الخبر . وقال مجاهد : أرسل موسى النقباء - من كل سبط رجلاً - إلى الجبارين ، فوجدوهم يدخل في كمّ أحدهم اثنان منهم ، ولا يَحمِل عنقود عنبِهم إلا خمسةُ أنفس ، ويدخل في شطر [ الرمانة ] - إذا نُزِع حَبُّها - خمسة أنفس ، فرجع النقباء ، كلهم ينهى سبطه عن قتالهم إلا يوشع بن نون وآخر معه فإنهما / أمرا بقتالهم ، فعصوا وأطاعوا أمر الآخرين ، فعند ذلك قالوا : { فَٱذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاۤ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } [ المائدة : 24 ] . قال ابن عباس : جاء النقباء بحبة من فاكهتهم يحملها رجل ، فقالوا : اقْدُروا قوة قوم هذه فاكهتهُم . { وَقَالَ ٱللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ } أي : " ناصركم على عدوكم " ، قيل : هو للنقباء . وقيل لجميعهم . ( ومعنى ) { ( وَ ) عَزَّرْتُمُوهُمْ } أي : نصرتموهم . وقيل معناه [ وَقَّرْتُموهم ] بالطاعة ( لهم ) . وأصل التعزير المنع . ومعنى { وَأَقْرَضْتُمُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً } أي : " أنفقتم في سبيل الله " . وقوله : { قَرْضاً } خرج مصدراً على " قرض " ، كما قال { نَبَاتاً } [ نوح : 17 ] وقبله { أَنبَتَكُمْ } [ نوح : 17 ] . وقوله تعالى { لَئِنْ أَقَمْتُمُ ٱلصَّلاَةَ } وما بعده : تفسير لأخذ الميثاق كيف هو وما هو . وقوله : { وَبَعَثْنَا مِنهُمُ } إلى قوله { مَعَكُمْ } : اعتراض بين الميثاق وتفسيره ، غير داخل في الميثاق الذي نقضه بنو إسرائيل دون النقباء ، لأن الله تعالى قال للنقباء : { إِنِّي مَعَكُمْ } ، ومن كان الله معه لم ينقض ميثاقه .