Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 42-42)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَآءُوكَ } الآية . السحت : فيه لغتان : إسكان الحاء وضمها . وروى خارجة عن نافع : " السَّحْت " بفتح السين وإسكان الحاء ، جعله مصدر : " سحته سحتاً " . ومعنى الآية : أن الله زاد في وصف من تقدم وصفه من اليهود أنهم { سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ } ، فذكر أيضاً أنهم { سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ } على التأكيد . ويجوز أن يكون الأول معناه : أنهم يسمعون " مِن " قول مَن يقول لهم : " محمد ليس بنبي " ، ويقول لهم : " ليس على المحصن رجم إذا زنى / " ، ويكون الثاني معناه : أنهم يستمعون إليك ليكذبوا عليك - وقد قيل ذلك في معنى الأول ، وقد ذكرته - . ثم وصفهم تعالى بأنهم : { أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ } وهو الرّشا في الحكم . قال قتادة والحسن : { سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ } هم حكام اليهود ، يسمعون الكذب ويقبلون الرشا . والسحت - في اللغة - : كل حرام يسحت الطاعات أي : يذهبها ، يقال : سحته : إذا أذهبه قليلاً قليلاً ، ويقال للحالق : " اِسْحَتْ " أي : استأصل . وقيل : السحت : الرشا في الأحكام ، وأكل ثمن الخمر ، وأكل ثمن الميتة ، وثمن جلدها الذي لم يُدْبَغ ، وأكل ما نهى النبي عن أكله من كل ذي ناب من السباع ، وكل ذي مخلب من الطير . وأدخل قوم في السحت أكل ( أموال الناس ) بالباطل . وقوله : { فَإِن جَآءُوكَ فَٱحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ } معناه : فإن جاءك قوم المرأة - الذين ذكر أنهم لم يأتوا بَعْدُ - ، فاحكم بينهم إن شئت بالحق ، وإن شئت فأعرض عنهم ، أي : دع الحكم بينهم إن شئت . وقيل : نزلت في الدية في بني النضير وقريظة ، كانت دية النضيري كاملة ، ودية القرظي نصف دية لشرف [ النضيري ] ، فتحاكموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأمره الله أن يحكم بينهم بالحق ، ثم خيّره في الترك ، قاله ابن عباس . ( و ) قال ابن زيد : كان في حكم حيي بن أخطب للنضيري ديتان ، وللقرظي دية ، فلما علمت [ قريظة ] بحكم النبي قالوا : لا نرضى إلا بحكم محمد ، فخيّر الله نبيه صلى الله عليه وسلم في الحكم بينهم .