Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 54-54)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ } الآية . هذه الآية وَعيدٌ لمن يرتد فيما يُستقبل ، لأن الله تعالى قد علم أنه سيرتد بعد وفاة نبيه قوم . وقوله : { فَسَوْفَ يَأْتِي ٱللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } : قال الحسن والضحاك وغيرهما : هم أبو بكر الصديق وأصحابه ، رَدُّوا من ارتد بعد النبي وقال : لا نؤدي الزكاة إلى [ أهل ] الإيمان . وقيل : هم أهل اليمن . وقيل هم آل أبي موسى الأشعري ، " روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أَوْمَأ إلى أبي موسى الأشعري عند نزول هذه الآية ، وقال : هم قوم هذا ، وهم أهل اليمن " وعن مجاهد أنه قال : " هم قَوْمُ سَبَإٍ " . وقال السدِّي : هم الأنصار . وقوله : { أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ } ( أي ) جانبهم لين للمؤمنين / { أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } أي : جانبهم خشن على الكافرين . وقيل : ( أعزة ) بمعنى أشداء عليهم ذوي غلظة . وقال علي بن أبي طالب : أذلة : ذوي رأفة " وأعزة : ذوي عنف . وقال ابن جريج : أذلة : رحماء ، أعزة : أعداء . { يُجَاهِدُونَ } أي : يجاهدون من ارتد ولم يؤمن ، { وَلاَ يَخَافُونَ } في جهادهم ذلك { لَوْمَةَ لاۤئِمٍ } . وهذا مما يدل على صحة خلافة أبي بكر ، لأنه جاهد بعد النبي من ارتد لم يرجع لقول قائل ، وقد كان كسر عليه جماعة عن قتال أهل الردة فأبى إلا قتلهم ، فقاتلهم حتى رجعوا إلى الإسلام وأداء الزكاة ، فرأى كل من كسر عليه أولاً أن الذي فعل هو الصواب ، رضي الله عنهم أجمعين .