Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 20-26)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال { بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ } أي : بين البحرين حاجز لا يصيب أحدهما صاحبه ، وكل شيء كان بين شيئين فهو برزخ عند العرب ، فما بين السماء والأرض برزخ . وقيل معناه : بينهما بعد لا يبغي أحدهما على الآخر قد حجز المالح عن العذب والعذب عن المالح . وقال ابن زيد : بينهما بعد الأرض فلا يختلطان . وقيل لا يبغيان : لا يبغي أحدهما على الآخر . وقال قتادة : لا يبغيان على الناس . قال الحسن : لا يبغيان على الناس فيغرقانهم ، جعل بين الناس وبينهما اليبس . وقال ابن زيد : لا يبغيان أن يلتقيا . { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } ثم قال { يَخْرُجُ مِنْهُمَا الُّلؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ } أي : يخرج من أحدهما [ وهو المالح ثم حذف المضاف مثل " وَاسْئَلِ اَلْقَريَة " . وقيل ما يخرج منهما ] جميعاً لأن الصدف التي في المالح لا يتكون اللؤلؤ فيها إلا عن قطر السماء ، وهو قول الطبري . وروى معناه عن ابن عباس قال : إن السماء إذا أمطرت فتحت الأصداف أفواهها فما وقع فيها من مطر فهو لؤلؤ . والمرجان صغار اللؤلؤ ، واللؤلؤ ما عظم منه ، هذا قول علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما وقتادة والضحاك وأبي عبيدة وغيرهم ( رحمهم الله ) . وقال مجاهد : " المرجان ما عظم من اللؤلؤ ، وروى ذلك عن ابن عباس . وقال ابن مسعود : المرجان حجر أحمر . وقيل المرجان : جيد اللؤلؤ . ثم قال : { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } وقد تقدم شرحه . ثم قال { وَلَهُ ٱلْجَوَارِ ٱلْمُنشَئَاتُ فِي ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلاَمِ } أي : ولرب المشرقين والمغربيين السفن الجارية في البحر كأنها الجبال . قال مجاهد : المنشآت ما رفع قلعه من السفن ، وما لم يرفع قلعه فليست بمنشآت . ثم قال { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } ثم قال : { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ } / يعني من على وجه الأرض ومن يكون فيها فأنٍ بالموت ، وأضمرت الأرض ولم يتقدم ذكرها لظهور المعنى .