Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 11-12)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال : { مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً } إلى قوله : { هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } الآيات . أي من ذا الذي ينفق في سبيل الله محتسباً في نفقته ، فيضاعف له ربه ( بالحسنة عشرة أمثالها ) إلى سبع مائة ضعف . { وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ } ( وهو الجنة ) . " ومن " مبتدأ و " ذا " خبره ، " والذي " نعت لـ " ذا " . وقيل " من " مبتدأ و " ذا " زائدة مع " الذي " ، و " الذي " خبر الابتداء . وأجاز الفراء أن تكون " ذا " زائدة مع " من " كما جاءت زائدة مع " ما " ، ولا يجوز هذا عند البصريين لأن " ما " مبهمة ، فجاز ذلك فيها ، وليست من كذلك . ثم قال : { يَوْمَ تَرَى ٱلْمُؤْمِنِينَ [ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ ] يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم } . أي لهم أجر كريم في يوم ترى المؤمنين ، فالعامل في " يوم " معنى الملك في " لهم " . وقيل العامل فيه { وَكُلاًّ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْحُسْنَىٰ } { يَوْمَ تَرَى } فوعد هو العامل فيه . ومعنى الآية : يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يضيء نورهم بين أيديهم وبأيمانهم . قال قتادة : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " من المؤمنين ما يضيء نوره [ من المدينة إلى عدن وصنعاء فدون ذلك حتى إن من المؤمنين من لا يضيء نوره ] إلا من موضع قدميه " . قال ابن مسعود يعطى المؤمنون نوراً على قدر أعمالهم ، فمنهم من يعطى [ نوراً كالنخلة السحوق ومنهم من يعطى نوراً كالرجل القائم وأدناهم من يعطى نوراً ] على ابهامه يضيء مرة ويُطفى مرة . وقال الضحاك معنى " وبإيمانهم " أي : وبأيمانهم كتبهم . وقيل النور هنا : الكتاب لأنهم يعطون كتبهم من بين أيديهم بأيمانهم فلهذا وقع الخصوص . وقيل المعنى يسعى ثواب إيمانهم وعملهم [ الصالح ] بين أيديهم وفي أيمانهم كتب أعمالهم نظائر ، هذا اختيار الطبري ، وهو قول الضحاك المتقدم . والباء في " وبأيمانهم " بمعنى " في " على هذا التأويل ، وعلى القول الأول بمعنى " عن " . ثم قال : { بُشْرَاكُمُ ٱلْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } . أي يقال لهم بشراكم اليوم جنات ، أي : الذي تبشرون به اليوم هو جنات ، فأبشروا بها وأجاز الفراء " جنات " بالنصب على القطع ، ويكون " اليوم " خبر الابتداء . وأجاز رفع " اليوم " على أنه خبر " بشراكم " / ، وأجاز أن يكون " بشراكم " في موضع نصب بمعنى يبشرهم ربهم بالبشرى ، وأن ينصب جنات بالبشرى ، وفي هذه التأويلات بعد وتعسف وغلط ظاهر . قوله : { خَالِدِينَ فِيهَا } أي : ماكثين فيها لا يتحولون عنها . { ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } أي : خلودهم في الجنة التي وصفت هو النجاح العظيم .