Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 151-153)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { قَالَ رَبِّ ٱغْفِرْ لِي وَلأَخِي } ، إلى قوله : { لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } . والمعنى ، قال موسى ، لما تبين له عُذْرُ أخيه : { رَبِّ ٱغْفِرْ لِي وَلأَخِي } ، أي : اغفر لي من الغضب الذي من أجله ألقيت الألواح ، واغفر لأخي ما كان من مساهلته في بني إسرائيل ؛ لأن هارون إنما تركهم بعد أن نهاهم ووعظهم ولم يطيعوه ، فتركهم خشية غضب موسى ( عليه السلام ) ، ألا ترى أنه قال له : { إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِيۤ إِسْرَآءِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي } [ طه : 94 ] . وقيل : إنما استغفر لذنوب كانت قبل ذلك الوقت ؛ لأن غضبه كان لله [ عز وجل ] . وهارون إنما ترك بني إسرائيل خوفاً أن يتفرقوا وَيَتَحَازَبُوا . وقيل : ( بل ) استغفر موسى من فعله بأخيه ، واستغفر لأخيه من سَالِفٍ سَلَفَ له بينه وبين الله ، جل وعز . ثم قال تعالى مخبراً عما يؤول إليه أمر الذين اتخذوا العجل إلاهاً : { إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ ٱلْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ } ، أي : اتخذوه إلاهاً . قال ابن جريج : الغضب لمن مات ممن اتخذ العجل قبل أن يرجع موسى ، ولمن فرَّ إذ أمرهم أن يقتل بعضهم بعضاً ، [ وهي توبتهم ] . وقيل الذلة : أخذ الجزية . { وَكَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُفْتَرِينَ } . قال ابن عيينة : كلُّ صاحِبِ بِدْعَةٍ ذَلِيلٌ . وقيل الذلة : هو ما رأوه من ضلالتهم ، وهو قوله : { وَرَأَوْاْ أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّواْ } [ الأعراف : 149 ] . ثم قال تعالى : { وَٱلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُواْ } . أي : من عمل كبيرة أو صغيرة ثم تاب ، تاب الله عليه ، كما تاب على متخذي العجل إلاهاً . وقوله : { مِن بَعْدِهَا } ، أي من بعد توبتهم ، { لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } .