Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 171-171)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَإِذ نَتَقْنَا ٱلْجَبَلَ فَوْقَهُمْ } الآية . والمعنى : واذكر يا محمد ، { وَإِذ نَتَقْنَا ٱلْجَبَلَ } ، أي : اقْتَلَعْنَاهُ فرفعناه [ فوق ] بني إسرائيل . وقيل : نَتْقَنَاهُ " : زعزعناه . { كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ } . أي : غَمَامَةٌ . و " الكاف " من { كَأَنَّهُ } ، في موضع نصب على الحال ، أي : نتقناه مُشْبِهاً الظلة ، أي : في هذه الحال . ويجوز أن يكون في موضع رفع بالابتداء ، والخبر محمول على المعنى . أو يكون خبر ابتداء محذوف ، [ أي ] : هو { كَأَنَّهُ [ ظُلَّةٌ ] } . { وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ } . أي : أيقنوا بذلك ، إذ هو فوق رؤوسهم . { خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم بِقُوَّةٍ } . أي : وقيل لهم : خذوا ما في الكتاب من الفرائض بجدٍّ وَعَزْمٍ ، ولا تقصروا في أداء فرائض الله ( عز وجل ) ، التي فيه ، وإلاَّ خَرَّ عليكم الجبل فأهلككم فقالوا : بل ، نأخذه بقوة ، أي : بجد وعزم ، ثم نَكَثُوا بعد ذلك . هذا قول ابن عباس . قال ابن عباس : إني لأعلم لأي شيء سجدت اليهود على حَرْفِ وُجوههم : لما رفع الجبل فوقهم سجدوا ، وجعلوا ينظرون إلى الجبل بِشقِّ وجوههم ، خوفاً ان يقع عليهم . قال : وكانت سجدةً رضيها الله ( عز وجل ) ، فاتخذوها سُنَّة . قال قتادة : نزع الله ( عز وجل ) ، الجبل من أصله ، ثم جعله فوق رؤوسهم ، وقال : لتأخُذَنَّ أمري ، أو لأرمينّكم به . وقال ابن جريج : كانوا قد أبَوْا أن يقبلوا التوراة . وروى حجاج عن أبي بكر بن عبد الله أنه قال : لما قيل لهم : اقبلوا ما في التوراة ، قالوا : انشر علينا ما فيها ، فإن كانت فرائضها يسيرة وحدودها خفيفة ، قبلناها . قال : اقبلوها بما فيها ، قالوا : حتى نعلم ما فيها ، فراجعوا موسى ( عليه السلام ) ، مراراً فأوحى الله ، ( عز وجل ) ، إلى الجبل فانقلع وارتفع في السماء ، حتى إذا ان بين رؤوسهم وبين السماء ، قال لهم موسى ( عليه السلام ) : ألا ترون ما يقول ربّي عز جل ؟ لئن لم تقبلوا التوراة بما فيها رميتكم بهذا الجبل . قال الحسن البصري : لما نظروا إلى الجبل خرّ كل رجل منهم ساجداً على حاجبه الأيسر ، ونظر بعينه / اليمنى إلى الجبل ، فَرَقاً أن يسقط عليه ، فلذلك ليس اليوم في الأرض يهودي يسجد إلا على حاجبه الأيسر ، يقولون : هذه السجدة التي رُفعت عنَّا بها العقوبة . قال أبو بكر بن عبد الله : لما نشر موسى ( عليه السلام ) ، الألواح فيها كتاب الله عز وجل ، كتبه بيده ، ويده صفة له ، لا يد جارحة ، تعالى الله أن يوصف بجارحة ، إذْ ليس كمثله شيء ، لم يبق على وجه الأرض جبل ولا شجر ، ( ولا شيء ) إلا اهتز ، فليس اليوم يهودي على الأرض من صغير ولا كبير تقرأ عليه التوراة إلا اهتز ونفض لها رأسه . وقيل : كان نَتْقُ الجبل أنه قُطِع منه شيء على قدر عَسْكَر موسى ( عليه [ السلام ] ) ، فظلل عليهم ، وقال لهم موسى ( عليه السلام ) ، إمَّا أن تقبلوا وإمَّا أن يسقط عليكم .