Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 11-11)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِذْ يُغَشِّيكُمُ ٱلنُّعَاسَ } ، الآية . من قرأ : { إِذْ يُغَشِّيكُمُ } ، احتج بإجماعهم على : { يَغْشَىٰ طَآئِفَةً مِّنْكُمْ } [ آل عمران : 154 ] . ومن قرأ : { يُغَشِّيكُمُ } ، مشدداً ، فرد الفعل إلى الله ، عز وجل ، احتج بقوله : { وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم } ، وهو لله بلا اختلاف . فكون الكلام على نظام واحد أحسن . وقوله : { أَمَنَةً } : مفعول من أجله . وقيل : هو مصدر . وقوله { إِذْ يُغَشِّيكُمُ } : العامل في { إِذْ } قوله : { إِلاَّ بُشْرَىٰ } [ الأنفال : 10 ] ، { إِذْ يُغَشِّيكُمُ } ، أي : حين يغشيكم . ومعنى { يُغَشِّيكُمُ } : يلقى عليكم ، و { أَمَنَةً } : أماناً من الله لكم من عدوكم أن يغلبكم ، وذلك يوم أحد أنزل الله ، عز وجل ، عليكم النعاس أمنة من الخوف الذي أصابهم يوم أُحد . وقوله : { وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن ٱلسَّمَآءِ مَآءً } . كان هذا يوم بدر ، أصبح المسلمون مُجْنِبِين على غير مَاءٍ ، فأنزل الله عز وجل ، ( عليهم ) مطراً فاغتسلوا ، وكان الشيطان قد وسوس إليهم بما حَزَنَهم به من إصباحهم مُجنبين على غير ماء ؛ لأنَّ المشركين سبقوا المسلمين ببدر إلى الماء فأصبح المسلمون عِطَاشاً مُجْنبين ومُحدثين ، فوسوس إليهم الشيطان ، وقال : عدوكم على الماء ، وأنتم تزعمون / أنكم مسلمون ، فأزال الله الأحداث والعطش والوسوسة بالمطر الذي أنزل عليهم ، وسكن به الغبار ، وتمهدت الأرض للوطء عليها . قيل : كانت سَبْخَةً لا تثبت عليها الأقدام . وقيل : كانت رَمْلاً . وكانت آية عظيمة في ثبات أقدامهم في المطر على سَبِخَةٍ . وقول من قال : كانت الأرض رَمِلَةً أَوْلَى ، لقوله : { وَيُثَبِّتَ بِهِ ٱلأَقْدَامَ } . قال قتادة : ذكر لنا أنهم مُطِروا يومئذ حتى سال الوادي ماءً ، وكانوا قد التقوا على كثيب أعفر فَلَبَّده الله عز وجل بالماء ، وشرب المسلمون واستقوا ، [ و ] أذهب الله عز وجل ، عنهم وساوس الشيطان وأحزانه . وكان المشركون سبقوا إلى الماء وإلى الأرض الشديدة ، ونزل المسلمون على غير ماء وعلى رمل ، فأراهم الله ، عز وجل ، بنزول المطر قدرته ، وأثبت في قلوبهم أمارة النصر والغلبة فتقَّوت نفوسهم وتشجعوا ، وذهب عنهم وسوسة الشيطان . وقوله : { وَيُثَبِّتَ بِهِ ٱلأَقْدَامَ } . أي : بالمطر ، وذلك أنهم التقوا مع عدوهم على رَمْلة فَلَبَّدَهَا المطر حتى تثبت الأقدام عليها ، وكان هذا كله ليلة اليوم الذي ألقوا فيه في بدر . وقوله : { وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ ٱلشَّيْطَانِ } . أي : وساوسه . وقال القُتَيْبِي : كيده .