Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 31-32)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ [ قَدْ ] سَمِعْنَا } إلى قوله : { بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } . المعنى : أنَّ الله عز وجل ، حكى عنهم : أنهم يقولون إذا يُتلى عليهم القرآن : { لَوْ نَشَآءُ لَقُلْنَا } مثله : { إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } ، أي : سطَّره الأولون وكتبوه من أخبار الأُمم . قال ابن جريج : كان النضرُ بنُ الحارث يختلف تاجراً إلى فارس ، فيَمرُّ بالعبادِ وهم يقرأون الإنجيل ويركعون ويسجدون . فجاء مكة ، فوجد / محمداً صلى الله عليه وسلم ، قد أُنْزِلَ عليه وهو يركع ويسجد ، فقال : { قَدْ سَمِعْنَا } ، مثل هذا { لَوْ نَشَآءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَـٰذَا } ، يعني : ما سمع من العِبَادِ . وقال السدي : كان النَّضْر يختلف إلى الحيرة . فيسمع سجْع أهْلها وكلامهم ، فلما سمع بمكة كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، والقرآن ، قال : قد سمِعْتُ مثله : { لَوْ نَشَآءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَـٰذَا إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } ، يقول : أسَاجيع أهل الحيرة . و { أَسَاطِيرُ } : جمع الجمع ، فهو جمع " أسطر " ، و " أسطر " جمع سطر . وقيل : إنه جمع ، وواحده : " أسطورة " . وقُتِل النَّضر هذا وهو أسير يوم بدر صَبْراً . أسره المقداد . فقال النبي صلى الله عليه وسلم ، اقتله ؛ فإنَّه يقول في كتاب الله ما يقول ، فراجعه المقداد ثلاث مرات ، كل ذلك يأمره بقتله ، فقتل . وقوله : { وَإِذْ قَالُواْ ٱللَّهُمَّ } ، الآية . معناه : واذكر ، يا محمد ، إذْ قالوا ذلك . والذي قاله عند ابن جُبير : هو النَّضْر بن الحارث . وقال مجاهد : هو النَّضْر بن كَلَدَة ، وأنَّه قتل بمكة بدليل قوله : { وَمَا كَانَ ( ٱللَّهُ ) لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ } . ومعناه أنه قال : اللهم إنْ كان هذا الذي أتى به مُحمّدٌ هو الحق ، { فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } . قال عطاء : لقد نزل فيه بضع عشرة آية ، منها : ما ذكرنا ومنها قوله : { وَقَالُواْ رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا } [ ص : 16 ] ، الآية ، ومنها : { وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَٰدَىٰ } [ الأنعام : 94 ] ، الآية . ومنها : { سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ } [ المعارج : 1 ] الآية . قال أبو عبيدة : كلُّ شيء من العذاب فهو " أمطرت " ، ومن الرحمة " مَطِرت " .