Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 7-8)
Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله - عز وجل - : { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا } . قال قائلون : { لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا } من الرجاء ، أي : لا يرجون ما وعد للخلق من الثواب ، ولا يرغبون فيما يرجى ويطمع من الرغائب . وقال بعضهم : { لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا } أي : لا يخافون لقاءنا ، فما من خوف إلا وفيه رجاء ، [ وما من رجاء إلا وفيه خوف ] ؛ لأن الخوف الذي لا رجاء فيه هو يأس ، والرجاء الذي لا خوف فيه أمن ، لكن الغالب في الحسنات والخيرات الرجاء وفيه خوف ، والغالب في السيئات والشرور الخوف وفيه أدنى الرجاء ، وهو ما ذكرنا في الشكر والصبر أنهما واحد ؛ لأن الصبر هو كف النفس عن الشهوات واللذات ، والشكر هو استعمالها في الخيرات ، فإذا كفها عن الشهوات استعملها في الخيرات ؛ لذلك قلنا : إنهما في الحقيقة واحد ؛ ولأن الشكر هو القبول وكذلك الصبر أيضاً ، غير أن الشكر في قبول النعم والصبر في قبول البلايا والمصائب - والله أعلم - يصير كأنه قال : إن الذين لا يؤمنون بالآخرة . وقوله - عز وجل - : { وَرَضُواْ بِٱلْحَيٰوةِ ٱلدُّنْيَا وَٱطْمَأَنُّواْ بِهَا } . أي : اختاروا المقام فيما عملوا لها كأنهم يقيمون فيها أبدا . { وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُوْلَـٰئِكَ مَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } من ردهم الآيات وكفرهم بها . وقوله : { وَرَضُواْ بِٱلْحَيٰوةِ ٱلدُّنْيَا وَٱطْمَأَنُّواْ بِهَا } يحتمل وجهين : أحدهما : سروا بها وآثروا ثواب محاسن الدنيا على ثواب الآخرة . والثاني : رضاهم بالدنيا والطمأنينة فيها منعهم عن التفكير والنظر في أمر الآخرة .