Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 44-49)

Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَقِيلَ يٰأَرْضُ ٱبْلَعِي مَآءَكِ وَيٰسَمَآءُ أَقْلِعِي } : قال بعضهم : عاد كل ماء إلى من حيث خرج : ما أرسل من السماء عاد إليها ، وما خرج من الأرض غاض في الأرض وغار فيها . وقال بعضهم : لا ولكن أمسك السماء من إرساله ، وأمسك الأرض من نبعه . وقوله - عز وجل - : { وَقِيلَ يٰأَرْضُ ٱبْلَعِي مَآءَكِ وَيٰسَمَآءُ أَقْلِعِي } ليس على القول لهم ، ولكن الله أمسكهما من إرساله ونبعه . ويحتمل على القول منه لهم باللطف جعل فيهم ما يفهم هذا . { وَغِيضَ ٱلْمَآءُ } أي : غار الماء في الأرض . { وَقُضِيَ ٱلأَمْرُ } : بهلاك قوم نوح ويحتمل على التكوين على ما ذكر { وَٱسْتَوَتْ عَلَى ٱلْجُودِيِّ } أي : استقرت على الجودي وهو جبل { وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } أي هلاكا ويحتمل بعدا للقوم الظالمين من رحمة الله . وقال القتبي : مرساها أي تقف . وقوله - عز وجل - : { يَعْصِمُنِي مِنَ ٱلْمَآءِ } : يمنعني من الماء ، وقال : { لاَ عَاصِمَ ٱلْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ } قال القتبي : لا معصوم اليوم من عذاب الله ؛ كقوله : { مِن مَّآءٍ دَافِقٍ } [ الطارق : 6 ] أي : مدفوق ، وأصله لا عاصم أي : لا شيء يمنع اليوم من نزول عذاب الله عليهم ولا دافع لهم منه . وقوله - عز وجل - : { وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ٱبْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ ٱلْحَقُّ … } الآية ، فقال : { يٰنُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ } . هذا - والله أعلم - كان عند نوح أن ابنه كان على دينه لما لعله كان يظهر الموافقة له ، وإلا لا يحتمل أن يقول : إن ابنييمن أهلي ويسأله نجاته ، وقد سبق منه النهي في سؤال مثله حيث قال : { وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ } ولا يحتمل أن يكون يعلم أنه على غير دينه ، ثم يسأل له النجاة بعدما نهاه عن المخاطبة في الذين ظلموا ، فقال : إنه ليس من أهلك في الباطن والسر ، والإخرج هذا القول مخرج تكذيب رسوله ، لكن الوجه فيه ما ذكرنا أنه كان في الظاهر عنده أنه على دينه لما كان يظهر له الموافقة ، وكان لا يعرف ما يضمره فسأله على الظاهر الذي عنده ؛ وكذلك أهل النفاق كانوا يظهرون الموافقة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ويضمرون الخلاف له ، وكانوا لا يعرفون نفاقهم إلا بعد إطلاع الله إياه ؛ فعلى ذلك نوح كان لا يعرف ما كان يضمر هو لذلك خرج سؤاله فقال : { إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ } الذي وعدت النجاة لهم ، أو ليس من أهلك ؛ لأنه لم يؤمن بي ولم يصدقك فيما أخبرت أنه عمل غير صالح . روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ : ( عَمِلَ غَيْرَ صالحٍ ) بغير تنوين . وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قرأه : { عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ } بالتنوين . فمن قرأ بالنصب : ( عَمِلَ غيرَ صالحٍ ) أي : أن ابنك عمل غير صالح ، ومن قرأه : { عَمَلٌ } يكون معناه - والله أعلم - أن سؤالك عمل غير صالح وكلا القراءتين يجوز أن يصرف إلى ابنه ، أي : أنه عمل غير صالح وهو عمل الكفر ، و { عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ } أي : الذي كان عليه عمل غير صالح ، والله أعلم . وقوله : { إِنَّ ٱبْنِي مِنْ أَهْلِي } ثم قال : { إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ } : هذا في الظاهر يخرج على التكذيب له ، لكن الوجه فيه أنه من أهلك على ما عندك ، وليس هو من أهلك فيما بشرتك من نجاة أهلك . وقوله : { وَإِنَّ وَعْدَكَ ٱلْحَقُّ } : يحتمل وجهين : يحتمل وإن وعدك بإغراق الظلمة حق . والثاني : وإن وعدك بنجاة المؤمنين حق وأنت أحكم الحاكمين . وقوله - عز وجل - : { فَلاَ تَسْئَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } : يحتمل هذا نهياً عن سؤال ما لم يؤذن له من بعد ؛ لأن الأنبياء - عليهم السلام - كانوا لا يسألون شيئاً إلا بعد الإذن لهم في السؤال ، وإن كان يسع لهم السؤال ، أو أن يكون عتاباً لما سبق ، والأنبياء - عليهم السلام - كانوا يعاتبون في أشياء يحل لهم ذلك ؛ نحو قوله لرسول الله صلى الله عليه وسلم : { عَفَا ٱللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ } [ التوبة : 43 ] ، وقد كان له الأمر بالقعود والنهي عن الخروج بقوله : { فَقُلْ لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً } [ التوبة : 83 ] ونحوه . وقوله - عز وجل - : { إِنِّيۤ أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ } : هو كما نهى رسول الله : { فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْجَٰهِلِينَ } [ الأنعام : 35 ] وأمثاله ، وإن كان معلوما أنه لا يكون من الجاهلين ، وهو ما ذكرنا أن العصمة لا تمنع النهي عن الشيء ، بل بالنهي تظهر العصمة . وقوله - عز وجل - : { قَالَ رَبِّ إِنِّيۤ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ } إني أعوذ بك أن أعود إلى سؤال لا أعلم بالإذن في السؤال هذا يحتمل . وقوله : { وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِيۤ أَكُن مِّنَ ٱلْخَاسِرِينَ } أي : إن لم ترحمني بالعصمة من العود إلى مثله أكن من الخاسرين ، هذا يشبه أن يكون . ويحتمل أن يكون ذكر هذا لما لا يستوجبون المغفرة والرحمة إلا برحمة الله وفضله ، على ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لن يدخل أحد الجنة إلا برحمة الله " ، قيل : ولا أنت يا رسول الله ، قال : " ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله برحمته " . وقوله تعالى : { وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِيۤ أَكُن مِّنَ ٱلْخَاسِرِينَ } : هو طلب المغفرة بالكناية ، وهو أبلغ وأكبر من قوله : اللهم اغفر لي ؛ لأن في قوله : { وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِيۤ } قطع رجاء المغفرة من غيره ، وإخبار ألاَّ يملك أحد ذلك ، وليس في قوله : اغفر لي قطع كون ذلك من غيره ؛ لذلك كان ذلك أبلغ من هذا ، وكذلك سؤال آدم وحواء المغفرة حيث قالا : { رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا … } الآية [ الأعراف : 23 ] ، هو سؤال بالكناية فهو أبلغ في السؤال . وقوله - عز وجل - : { قِيلَ يٰنُوحُ ٱهْبِطْ } : قال بعضهم : أي : انزل من الجودي إلى قرار الأرض ، وقال بعضهم : قوله : { ٱهْبِطْ } [ أي ] : انزل وأقم على المقام والمكث في المكان ، ليس على الهبوط من مكان مرتفع إلى مكان منحدر . وقوله - عز وجل - : { ٱهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ } : السلام هو أن يسلم عن الشرور والآفات ، والبركة هي نيل كل خير وبرّ على غير تبعة ، ثم هما في التحصيل واحد ؛ لأنه إذا سلم على كل شر وآفة نال كل خير وبر ، وإذا نال كل خير سلم عن كل شر وآفة ، هما في الحقيقة واحد لكنهما في العبارة مختلف ، وهو كالبر والتقوى من العبد : البر هو كسب كل خير ، والتقوى هو اتقاء كل شر ومعصية ، هما في العبارة مختلفان وفي الحقيقة واحد ؛ لأنه إذا اتقى كل شر ومعصية عمل كل خير وبر ، وإذا كسب كل خير وبر اتقى كل [ معصية وشر ] ؛ وعلى ذلك يخرج الشكر والصبر : الصبر هو كف النفس عن كل مأثم ، والشكر هو استعمال النفس في كل طاعة ، هما أيضاً في العبارة مختلفان وفي الحقيقة واحد ؛ لأنه إذا كف نفسه من كل مأثم استعملها في الطاعة ، وإذا استعملها في الطاعة كفها عن كل مأثم ومعصية ؛ وعلى ذلك يخرج الإسلام والإيمان : الإسلام هو تسليم النفس [ لله ] خالصة سالمة لا يجعل لغيره فيها حقا ، والإيمان هو أن يصدق الله بالربوبية في نفسه وفي كل شيء ، وهما في الحقيقة واحد وفي العبارة مختلفان ؛ لأنه إذا جعل نفسه وكل شيء سالما [ لله تعالى ] أقر بالربوبية له في نفسه وفي كل شيء ، وإذا صدقه وأقر له بالربوبية في نفسه وفي كل شيء جعلها لله ، وكل شيء له . هذه أشياء في العبارة مختلفة وفي التحصيل واحد . ثم قوله : { ٱهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا } : جائز أن يكون جواب قوله : { وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِيۤ } آمنه عما خاف وطلب منه المغفرة والرحمة . والثاني : السلام له منه هو الثناء الحسن ؛ كقوله : { سَلاَمٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي ٱلْعَالَمِينَ } [ الصافات : 79 ] . وقوله - عز وجل - : { وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ } : يحتمل أن يكون جواب قوله : { أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً } [ المؤمنون : 29 ] ، والبركة هي اسم كل خير لا انقطاع له ، أو اسم كل شيء لا تبعة له عليه فيه . ثم قوله : { بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ } ، على قول بعض أهل التأويل : ذلك السلام ، وتلك البركات في الدنيا : السلام لما سلموا من الغرق والبركات ما نالوا في الدنيا من الخيرات والمنافع . وعلى قول بعضهم : السلام والبركات جميعاً في الآخرة . ثم جعل عز وجل المؤمن والكافر مشتركين في منافع الدنيا وبركاتها ، وجعل منافع الآخرة وبركاتها للمؤمنين خاصة بقوله : { وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } [ الأعراف : 128 ] ، وبقوله : { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيۤ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ ٱلرِّزْقِ } [ الأعراف : 32 ] ثم قال : { قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } [ الأعراف : 32 ] أشرك المؤمن والكافر في زينة الدنيا ، ثم جعل [ للمؤمنين خالصة ] يوم القيامة ، فذلك قوله : { وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ } أخبر أنه يمتعهم ثم يصيبهم عذاب أليم ، ويمتع المؤمن أيضاً في هذه الدنيا بأنواع المنافع ، ثم أخبر أن العاقبة للمتقين ثم جعل العاقبة للمتقين بإزاء ما جعل لهم عذابا أليما أعني الكفرة ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ } : ولم يكن مع نوح أمم يومئذ ، إنما كانوا معه نفراً ، لكنه أراد - والله أعلم - الأمم التي كانوا من بعده كأنه قال : وعلى أمم يكونون من بعدك ، فهذا يدل أن دين الأنبياء والرسل جميعاً دين واحد ، وإن اختلفت شرائعهم ؛ لأن تلك الأمم لم يكونوا بأنفسهم مع نوح ، ولا كانوا معه في العبادات التي كان فيها نوح ؛ دل أنهم كانوا جميعاً على دينه وهو واحد ، وعلى ذلك يخرج دعاؤه : { رَّبِّ ٱغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ … } الآية [ نوح : 28 ] ، دعاء بالمغفرة له لكل مؤمن ومؤمنة يكون من بعده ؛ وكذلك يحق على كل كافر دعاؤه : { وَلاَ تَزِدِ ٱلظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَاراً } [ نوح : 28 ] . وقوله - عز وجل - : { تِلْكَ مِنْ أَنْبَآءِ ٱلْغَيْبِ نُوحِيهَآ إِلَيْكَ } : يحتمل قوله : { تِلْكَ } أي : قصة نوح من أنباء الغيب غابت عنك لم تشهدها ، ولم تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا ، إن كان المراد من قوله : { تِلْكَ مِنْ أَنْبَآءِ ٱلْغَيْبِ } قصة نوح خاصة وأنباؤه ، كان يجيء أن يقول : هذه من أنباء الغيب نوحيها إليك ، لكنه كأنه على الإضمار ، أي : هذه الأنباء تلك الأنباء التي ذكرت في كتبهم ، وإن كان المراد هذه وغيرها من الأنباء يصير كأنه قال : هذه من تلك الأنباء . ويحتمل قوله : { تِلْكَ مِنْ أَنْبَآءِ ٱلْغَيْبِ } القصص كلها قصة نوح وغيره من الأنبياء من أنباء الغيب ، غابت عنك لم تشهدها ولا تعلمها أنت ولا قومك ، خص قومه لأن غيره من الأقوام قد كانوا عرفوا تلك الأنباء فيخبرونهم فيعرفون به صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . وفيه دلالة إثبات رسالة محمد صلى الله عليه وسلم لأنه أخبرهم على ما أخبر أولئك الذين عرفوا تلك الأنباء بكتبهم ؛ ليعلم أنه إنما عرف ذلك [ بالله تعالى إذ تلك ] الأنباء كانت بغير لسانه ، ولم يعرف أنه اختلف إلى أحد منهم ؛ دل أنه إنما عرف ذلك بالله تعالى . وقوله - عز وجل - : { فَٱصْبِرْ } يحتمل قوله : { فَٱصْبِرْ } على تكذيبهم إياك ، وعلى أذاهم أو اصبر على ما أمرت ونهيت ، واصبر على ما صبر إخوانك من قبل ؛ كقوله : { كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلْعَزْمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ } [ الأحقاف : 35 ] ونحوه . وقوله - عز وجل - : { إِنَّ ٱلْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ } يشبه أن يكون قوله : { لِلْمُتَّقِينَ } الذين اتقوا الشرك وأمكن الذين اتقوا الشرك والمعاصي كلها ، والأشبه أن يكون المراد منه اتقاء الشرك ؛ لأنه ذكر بإزاء قوله : { وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ } فهو في العقد أشبه . وقال بعض أهل التأويل في قوله : { ٱهْبِطْ بِسَلاَمٍ } من السفينة بسلام منا ، فسلمه الله ومن معه من المؤمنين من الغرق ، { وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ } يعني بالبركة أنهم توالدوا وكثروا بعدما خرجوا من السفينة . وعن ابن عباس - رضي الله عنه - في قوله : { وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ } ممن سبق له في علم الله البركات والسعادة من النبيين وغيرهم .