Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 26-30)

Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله - عز وجل - : { ٱللَّهُ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَنْ يَشَآءُ وَيَقَدِرُ } . يرغبهم فيما عنده ويؤيسهم عما في أيدي الخلق ، ويقطع رجاءهم عن ذلك ؛ لأن الذي كان يمنعهم عن الإيمان به ، ويحملهم على تكذيب الرسل ؛ وترك الإجابة - هذه الأموال التي كانت في أيدي أولئك ، وبها [ رأوا دوام ] الرياسة والعز والشرف لهم في هذه الدنيا ؛ فقال : هو الباسط لذلك ؛ والقاتر لا أولئك ، هو يوسع على من يشاء ، ويقتّر على من يشاء ؛ ليس ذلك إلى الخلق ، وذكر أنه يبسط الرزق لمن يشاء من أوليائه وأعدائه ، ويقتر على من يشاء من أعدائه وأوليائه ، ليعلموا [ أن ] التوسيع في الدنيا والبسط لا يدل على الولاية ، ولا التقتير والتضييق على العداوة ، ليس كما يكون في الشاهد ؛ يوسع على الأولياء ويبسط ، ويضيق على الأعداء ؛ لأن التوسيع في الدنيا والتضييق بحق المحنة وفي الآخرة ، بحق الجزاء ، ويستوي في المحنة الولي والعدوّ ، ويجمع بينهما في المحنة ؛ ويفرق بينهما في الجزاء . وقوله - عز وجل - : { وَفَرِحُواْ بِٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } . يحتمل قوله : { وَفَرِحُواْ } صلة ما تقدم ؛ وهو قوله : { وَٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ ٱللَّهِ … } إلى قوله : { وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِ } ، ويفرحون بالحياة الدنيا . ثم الفرح يحتمل وجوهاً : يحتمل : فرحوا بالحياة الدنيا ؛ أي : رضوا بها ؛ كقوله : { وَرَضُواْ بِٱلْحَيٰوةِ ٱلدُّنْيَا وَٱطْمَأَنُّواْ بِهَا } [ يونس : 7 ] أي : فرحوا ، سروراً بها . فإن قيل : إن المؤمن قد يسرّ بالحياة الدنيا ؟ قيل : يُسَرّ ولكن لا يُلْهيه سروره بها ؛ ولا يغفل عن الآخرة ، وأما الكافر : فإنه لشدة سروره بها وفرحه عليها ؛ يلهى عن الآخرة ؛ وعن جميع الطاعات . وهكذا [ العرف في ] الناس أنه إذا اشتد بالمرء السرور بالشيء ؛ فإنه يلهى عن غيره ويغفل عنه . أو يكون قوله : { وَفَرِحُواْ } أي : أشروا وبطروا ؛ كقوله تعالى : { إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْفَرِحِينَ } [ القصص : 76 ] وهو الأشر والبطر . والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { وَمَا ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ } . تأويله - والله أعلم - أي : ما الحياة الدنيا - مع طول تمتعهم بها بتمتع الآخرة - إلا كمتاع ساعة أو كمتاع شيء يسير ؛ وهو كقوله : { لَمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَٰهَا } [ النازعات : 46 ] وكقوله : { لَمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ } [ الأحقاف : 35 ] يظنون - مع طول ما متعوا في هذه الدنيا - عند متاع الآخرة كأنهم ما متعوا بها إلا ساعة ؛ فعلى ذلك قوله : { وَمَا ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ } ، وهو ما ذكر في موضع آخر : { فَمَا مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ } [ التوبة : 38 ] عند متاع الآخرة ؛ لأن متاع الآخرة ونعيمها دائم متصل غير منقطع ؛ لا يشوبه آفة ولا حزن ولا خوف ، ومتاع الدنيا منقطع غير متصل ؛ مشوب بالآفات والأحزان ؛ لذلك كان قليلا عند متاع الآخرة ونعيمها . وقال بعض أهل التأويل : { وَمَا ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ } أي : إلا لهو وباطل لكن الوجه فيه ما ذكرنا . وقوله - عز وجل - : { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ } . يحتمل سؤالهم الآية أنفس الآيات التي أتت بها الرسل من قبل قومهم ، أو سألوا آيات سموها ، كقوله : { لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا … } الآية [ الإسراء : 90 ] { أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ … } [ الإسراء : 93 ] إلى آخر ما ذكر من الآيات ، سألوها منه ، أو سألوه آيات تضطرهم وتقهرهم على الإيمان ؛ كقوله : { إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ } [ الشعراء : 4 ] . وفيه دلالة أنه لو شاء لأنزل عليهم آيات ؛ لآمنوا كلهم بها ، واهتدوا ، وعنده أشياء لو أعطاهم لكان ذلك سبب اهتدائهم وتوحيدهم ؛ وكذلك لو أعطى أشياء لكان ذلك سبب كفرهم جميعاً ؛ كقوله : { وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّةٍ … } الآية [ الزخرف : 33 ] لكنه لا ينزل الآية على شهواتهم وأمانيهم ، ولكن ينزل أشياء ؛ تكون عند النظر والتأمل حجة ؛ فمن تأمّل فيها وتفكرّ لاهتدى وآمن بالاختيار ، ومن أعرض عنها ولم يتفكر ضل وزاغ بالاختيار . ويحتمل قوله : { إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ آيَةً } [ الشعراء : 4 ] أي : [ إن نشأ ] إيمانهم واهتداءهم ننزل عليهم آية ، وذلك تأويل قوله على أثر سؤالهم الآية . { قُلْ إِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِيۤ إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ } . أي : ينزل من الآيات ما يهتدي بها المنيب إليها والمقبل ، ويضل المعرض عنها ؛ والصادر بالاختيار ، ويكون اهتداؤهم باختيارهم ؛ [ وضلالهم باختيارهم ] ؛ لا بالاضطرار والقهر ؛ ألا ترى أنه قال : { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ ٱللَّهِ } وهو القرآن الذي أنزله على رسوله ؛ فهو وصف المقبل المنيب إلى ذكر الله ؛ يسكن وتطمئن قلوبهم بالتأمل والتفكر فيها وأصله أن الله - عز وجل - : شاء اهتداء من علم أنه يختار الاهتداء والإيمان ، وشاء ضلال من علم أنه يختار فعل الضلال والزيغ ، يشاء [ لكل ] ؛ لما علم منه أنه يختار ذلك . وقوله - عز وجل - : { أَلاَ بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ } وتسكن إليه . وقال بعض أهل التأويل : هو في الحلف في الخصومات ؛ ألا في الحلف بالله ؛ [ تطمئن وتسكن ] قلوب الذين آمنوا لا تطمئن بالحلف بغير الله . وقال بعضهم : ألا بالقرآن ؛ وبما في القرآن من الثواب ، تسكن وتطمئن قلوب الذين آمنوا . ويشبه أن يكون قوله : { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ ٱللَّهِ } أي : تفرح وتستبشر قلوب الذين آمنوا بذكر الله ألا بذكر الله تستبشر وتفرح قلوب الذين آمنوا ؛ لأنه ذكر في الكفرة الفرح بالحياة الدنيا ؛ وهو قوله : { وَرَضُواْ بِٱلْحَيٰوةِ ٱلدُّنْيَا وَٱطْمَأَنُّواْ بِهَا } [ يونس : 7 ] وذكر في المؤمنين الاستبشار والفرح بذكر الله ، وفي أولئك ذكر أن قلوبهم تشمئز بذكر الرحمن وتستبشر بذكر من دونه ؛ وهو قوله : { وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ ٱشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } [ الزمر : 45 ] أخبر الله تعالى أن قلوب المؤمنين تستبشر وتفرح بذكر الله ، وقلوب أولئك تستبشر [ وتفرح ] بذكر من دونه . وقوله - عز وجل - : { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ ٱللَّهِ } يخرج على وجهين : أحدهما : تطمئن قلوبهم بذكر الله لهم ، وذكر الله لهم التوفيق والتسديد والعصمة ، ونحوه . والثاني : تطمئن قلوبهم بذكرهم الله ، وذكرهم الله : إحسانه ونعمه وعظمته وجلاله ، ونحوه . وقوله - عز وجل - : { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ } . [ طوبى ] قيل : خير لهم وغبطة ، وقيل : حسنى لهم ونعمى لهم ، وقيل : يقال : طوبى لك ؛ إن أصبت خيراً ، وقيل : هم اسم الجنة بلسان الحبشة ؛ وقيل : بالهندية ، وقيل : اسم شجرة في الجنة أصلها في دار رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ وأغصانها في دار أمته ، فإن كان هذا ، وهو اسم شجرة ؛ فذلك لا يستقيم إلا [ على تقدمه كان ] أهل الكتاب ؛ ادعوها لأنفسهم ؛ فأخبر أنها للذين آمنوا لا لهم كقولهم : { لَن يَدْخُلَ ٱلْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ } [ البقرة : 111 ] [ ثم ] قال - عز وجل - : { بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ } [ البقرة : 112 ] ادعوا الجنة لأنفسهم ؛ فأخبر أنها ليست لهم ؛ ولكن للذي أسلم وأخلص وجهه لله ؛ فعلى ذلك يشبه أن يكونوا ادعوا طوبى لأنفسهم فأخبر أنها ليست لهم ، ولكن للذين آمنوا . وإن كان في مشركي العرب ؛ فهم ينكرون البعث والجنة والنار ، فيشبه أن يكونوا قالوا : إن كان بعث على ما تقولون وجنة وطوبى ؛ فهي لنا ؛ كقوله : { لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنْقَلَباً } [ الكهف : 36 ] . وقال بعضهم : { طُوبَىٰ } : كلمة مدح الله ثوابهم ، وغبطهم بها . وقال بعضهم : { طُوبَىٰ } : كرامة أعد الله لأوليائه ، وهي مذكورة في الكتب . وقوله - عز وجل - : { كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِيۤ أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَآ أُمَمٌ } . أي : كما أرسلنا إلى أمم من قبلك رسلا { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِٱلرَّحْمَـٰنِ } [ وقال كل واحد من الرسل ] : { رَبِّي لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ … } الآية أي : كل رسول كان أرسل قبلك كان أمر أن يقول ما ذكر ؛ كذلك أرسلناك إلى قومك رسولا ، وإن كانوا يكفرون بالرحمن ؛ فقل أنت ما قال أولئك الرسل : { رَبِّي لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ … } الآية ، لم تخل أمة عن رسول ؛ كقوله : { وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ } [ فاطر : 24 ] . { لِّتَتْلُوَاْ عَلَيْهِمُ ٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ } يشبه أن يكون هذا صلة قوله : { لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ } [ الرعد : 7 ] [ يقول : أرسلناك لتتلو أنباء الرسل والأمم الذين كانوا من قبلك عليهم ؛ ليكون آية ] لرسالتك ؛ ليعلموا أنك إنما علمت تلك الأنباء بالله تعالى . وقوله - عز وجل - : { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِٱلرَّحْمَـٰنِ } . يقول : والله أعلم - هم يكفرون بالرحمن ؛ وفي كل الخلائق آية توحيد الرحمن وألوهيته ؛ ولا في كل الخلائق آية لرسالتك ، وهم مع ذلك كله يكفرون بالرحمن ؛ فعلى ذلك يكفرون بآيات رسالتك . وقال أبو بكر الأصم : { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِٱلرَّحْمَـٰنِ } هو صلة قوله : { لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ } [ الرعد : 7 ] وكانوا هم أهل التعبد من الكبراء ؛ فقال : لو جئتهم بقرآن سيرت به الجبال ؛ أو قطعت به الأرض ؛ أو كلم به الموتى ، يقول : لو جئت بذلك كله كان أمرهم التكذيب والعناد ؛ وهو كقوله : { وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ إِلَيْهِمُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ … } الآية [ الأنعام : 111 ] وقوله : { وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ ٱلسَّمَاءِ … } الآية [ الحجر : 14 ] يخبر - عز وجل - عن عنادهم أنهم لا يؤمنون بالآية - وإن عظمت - إلا أن يشاء الله . وقوله - عز وجل - : { بَل للَّهِ ٱلأَمْرُ جَمِيعاً } كقوله : { مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُوۤاْ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ } [ الأنعام : 111 ] أي : الأمر لله ؛ من شاء أن يؤمن فيؤمن ، ومن شاء ألا يؤمن فلا يؤمن ألبتة . وقال بعضهم : [ قوله : ] { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِٱلرَّحْمَـٰنِ } أي : يكفرون باسم الرحمن ؛ لأنهم قالوا : إن محمداً كان يدعونا إلى عبادة الله وتوحيده فالساعة يدعونا إلى عبادة الرحمن وألوهيته ؛ فذلك عبادة اثنين ؛ فقال : { قُلْ هُوَ رَبِّي لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } أي : دعائي إلى عبادة الرحمن وألوهيته وهو دعائي إلى عبادة الله ، وهو واحد ليس هو باثنين ولا عدد ؛ كقوله : { قُلِ ٱدْعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدْعُواْ ٱلرَّحْمَـٰنَ } [ الإسراء : 110 ] أي : عدد الأسماء لا يوجب عدد الذات ؛ إذ يكون لشيء واحد في الشاهد أسماء مختلفة ؛ فاختلاف الأسماء لا يوجب اختلاف الذات ؛ فعلى ذلك في الله تعالى . وقال بعضهم : { ٱلرَّحْمَـٰنَ } اسم من أسماء الله في الكتب الأول ، قالوا : كتبها رسول الله ؛ أبوا أن يقرءوا به ، قالوا : وما الرحمن ، إنا لا نعرفه ؟ فنزل : { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِٱلرَّحْمَـٰنِ } . والله أعلم .