Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 98-105)

Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله - عزّ وجلّ - : { فَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرْآنَ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّجِيمِ } . وقال في آية أخرى : { وَإِماَّ يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيْطَٰنِ نَزْغٌ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ } [ الأعراف : 200 ] ، وقال في آية أخرى : { وَقُلْ رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ ٱلشَّياطِينِ } الآية [ المؤمنون : 97 ] . فيجب أن يتعوذ من همزاته على ما أمر رسولَه ، أو عند نزغ الشيطان على ما ذكر ، لكنه إذا تعوذ منه - تعوذ من همزاته ونزغاته . فإن قيل : كيف خصّ قراءة القرآن بالتعوذ منه دون غيره من الأذكار ، والعبادات ، والأعمال الصالحة ؟ قيل : قد يتعوذ منه دون غَيره - أيضاً - في غيره من العبادات والأذكار ؛ بقولهم : " بسم الله " ؛ إذ لا يفتتح شيء إلا به ؛ فذلك تعوذهم منه ، لكن التعوذ في هذا تعوذٌ بكناية ، والتعوذ في قراءة القرآن بالتصريح ؛ وذلك أنه حجة وبرهان ؛ فطعن الأعداء فيما هو حجة في نفسه أكثر من الأفعال التي فعلوها ؛ ألا ترى أنه كان يلقنهم - أعني الشيطان [ و ] أولياءه - أنه سحر ، وأنه : أساطير الأوّلين ، وأنه إنما يعلمه بشر ، ونحوه . وقوله : { وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىۤ أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَٰدِلُوكُمْ } [ الأنعام : 121 ] : كانوا يطلبون الطعن في القرآن ؛ لأنه حجّة وبرهان ، ولم يشتغلوا في طعن فعل من الأفعال أو ذكر من الأذكار ؛ فعلى ذلك يجوز أن يكون التعوذ منه - فيما هو حجة - بالتصريح ، وفي غيره بكناية ، والله أعلم . ثم في هذه الآية ، وفي غيرها من قوله : { إِذَا قُمْتُمْ إِلَى ٱلصَّلاةِ فٱغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ } [ المائدة : 6 ] ، وقوله : { فَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرْآنَ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّجِيمِ } [ النحل : 98 ] - لم يفهم أهلها منها على ظاهر المخرج ؛ ولكن فهموا على مخرج الحكمة ؛ لأن ظاهر المخرج أن يفهم التعوذ بعد فراغه من القراءة ، وكذلك يفهم من الأمر بالقيام إلى الصلاة الوضوء بعد القيام إليه ، ثم [ لم ] يفهموا - في هذا ونحوه - هذا ؛ ولكن فهموا : إذا أردت قراءة القرآن فاستعذ بالله ، وكذلك فهموا من قوله : { إِذَا قُمْتُمْ } أي : إذا أردتم القيام إلى الصلاة { فٱغْسِلُواْ } ، ولم يفهموا كل قيام ؛ إنما فهموا قياماً دون قيام ، أي : إذا [ أردتم ] القيام إلى الصلاة وأنتم محدثون ، وفهموا من قوله : { فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلاَةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلأَرْضِ } [ الجمعة : 10 ] ، وفهموا من قوله : { فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَٱنْتَشِرُواْ } [ الأحزاب : 53 ] ، وكذلك فهموا من قوله : { فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَّنَاسِكَكُمْ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ } [ البقرة : 200 ] - الفراغ منها ؛ دلّ أن الخطاب لا يوجب المراد والفهم على ظاهر المخرج ؛ ولكن على مخرج الحكمة والمعنى . وأصل التعوذ هو الاعتصام بالله من وساوس عدوه وكيده . وقوله - عز وجل - : { إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } . قال بعضهم : ليس له سبيل على الذين آمنوا . وقال بعضهم : السلطان : الحجّة ، أي : ليس له حجة على الذين آمنوا . وقال بعضهم : أي ليس له ملك على الذين آمنوا - ملك القهر والغلبة - إنما ملكه على الذين يتولونه ، لكن ليس له ملك القهر على الذين يتولّونه أيضاً ؛ إنما يتبعونه ويطيعونه بإشارات منه طوعاً ؛ فدلّ أن تأويل الملك لا يصح في السلطان ، ويكون تأويله السبيل أو الحجّة . ثم يحتمل قوله : { لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } - بالقرآن ؛ لأنه ذكر على أثر ذكر القرآن ، ويحتمل : الذين آمنوا بربهم ، وهما واحد في الحاصل ؛ { إِنَّمَا سُلْطَانُهُ } : حجته أو سبيله على الذين يتخذونه وليّاً ، فيطيعونه في كل أمره وجميع إشاراته وما يلقي إليهم ، وأصله : ليس له سلطان على الذين آمنوا بربهم . { وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } . في جميع أحوالهم وساعاتهم ؛ أي : لا سلطان له ولا سبيل على من آمن به وتوكل عليه . وقوله - عزّ وجلّ - : { وَٱلَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ } . [ يحتمل قوله : { بِهِ مُشْرِكُونَ } ] . إبليس يتبعونه ويعدلون بربهم ، ويحتمل { بِهِ مُشْرِكُونَ } : بربهم ، والتوكل : هو الاعتماد به ، وتفويض الأمر إليه في كل حال : السراء والضراء في وقت الضيق والسّعة ؛ فذلك التوكل به . وقوله - عز وجلّ - : { وَإِذَا بَدَّلْنَآ آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ … } . الآية تحتمل وجهين : أحدهما : ما قاله أهل التأويل على التناسخ أن يبدّل آية مكان آية ، وهو على تبديل حكم آية بحكم آية أخرى ، لا على رفع عينها . والثاني : قوله : { وَإِذَا بَدَّلْنَآ آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ } ، أي : بدّلنا حجّة بعد حجة ، وآية بعد آية لرسالته . { قَالُوۤاْ إِنَّمَآ أَنتَ مُفْتَرٍ } كلما أتاهم حجة على أثر حجة ، وآية بعد آية يقولون : إنما أنت مفتر . ينسبون إليه الافتراء : أنه افترى ، وكذلك كان عادتهم المعاندة والمكابرة ؛ كقوله : { وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَٰتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } [ الأنعام : 4 ] ، وكقوله : { مَا يَأْتِيهِمْ مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِمْ مُّحْدَثٍ إِلاَّ ٱسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ } [ الأنبياء : 2 ] ، ونحوه من الآيات . كلما أتى بهم حجة وآية بعد آية كانوا يستقبلونه بالتكذيب لها ، ونسبة رسول الله إلى الافتراء من نفسه ؛ ويزداد لهم بذلك كفراً ، وهو ما قال : { وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـٰذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَىٰ رِجْسِهِمْ } [ التوبة : 124 - 125 ] : أخبر أنه كان يزداد لأهل الإيمان بما ينزل عليهم من سورة إيماناً ، ويزداد لأهل الشرك رجساً وكفراً إلى كفرهم مثل هذا . ولو كان يحتمل أن يكون حرف ( إذا ) مكان ( لو ) - لكان أقرب ، ويكون تأويله : ولو أنزلنا حجة بعد حجة وآية على أثر آية جديدة - فما آمنوا ؛ كقوله : { وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ إِلَيْهِمُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ ٱلْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُوۤاْ } [ الأنعام : 111 ] ، وكقوله : { وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ ٱلْجِبَالُ … } الآية [ الرعد : 31 ] ، أي : لو أن هذا القرآن - قرآن سيرت به الجبال أو كلم به الموتى - فما آمنوا به ؛ لعنادهم ؛ فعلى ذلك : الأول قد يحتمل قوله : { وَإِذَا بَدَّلْنَآ آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ } بالسؤال مكان آية { قَالُوۤاْ إِنَّمَآ أَنتَ مُفْتَرٍ } . وقوْله - عزّ وجلّ - : { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ } . يحتمل قوله : [ { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ } به صلاحهم وغير صلاحهم ، أو أن يكون ] : { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ } من تثبيت قلوب الذين آمنوا ؛ كقوله : { لِيُثَبِّتَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } [ النحل : 102 ] ، أو أن يكون { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ } : جبريل على رسوله ؛ جواباً لقولهم : { إِنَّمَآ أَنتَ مُفْتَرٍ } ، وكقوله : { قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ ٱلْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِٱلْحَقِّ } ، أي : ليس بمفتر ؛ ولكن نزله جبريل من ربّه . وقوله - عزّ وجلّ - : { قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ ٱلْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ } . يحتمل قوله : { بِٱلْحَقِّ } ، أي : بالحق الذي عليهم ، أو بالحق الذي لبعضهم على بعض . والحق في الأقوال : هو الصدق ، وفي الأفعال : صواب ورشد ، وفي الأحكام : عدل وإصابة ، والحق : هو الشيء الذي يحمد عليه فاعله . وقوله - عز وجل - : { لِيُثَبِّتَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى } . هذا تفسير قوله : { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً } [ التوبة : 124 ] ؛ لأنه أخبر أنه : ليثبت الذين آمنوا ؛ فذكر من زيادة الإيمان - هو التثبيت - الّذي ذكر هاهنا - قوله : { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً } [ التوبة : 124 ] ، وذكر قوله : { إِنَّمَآ أَنتَ مُفْتَرٍ } - مقابل قوله : { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَىٰ رِجْسِهِمْ } [ التوبة : 125 ] ؛ ليعلم أن الزيادة التي ذكر في سورة التوبة - هي ما ذكر هاهنا من التثبيت والطمأنينة ونحوه . وقوله - عز وجل - : { وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ } . أي : هدى من الجهالات والشبهات التي كانت تعرض لهم ، أو من الضّلالة ، وبشرى للمسلمين . وقال : في آية أخرى : { وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } [ يونس : 57 ] ليعلم أن الإيمان والإسلام واحد . وقوله - عزّ وجلّ - : { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ } . هم لم يقولوا إنما يعلمه بشر ؛ ولكن كانوا ينصُّون واحداً فلاناً ، لكن الخبر من الله على ذكر البشر ؛ ألا ترى أنه أخبر أن { لِّسَانُ ٱلَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ } . دلّ أن البشر - الذي أخبر عنهم أنهم يقولون : إنه يعلمه - كان منصوصاً عليه مشاراً إليه ؛ حيث قال : لسان هذا أعجمي ، ولسان النبي عربي ؛ فكيف فهم هذا عن هذا ، وهذا من هذا ، ولسان هذا غير لسان هذا ؟ ! وما قاله أهل التأويل : أنه كان يجلس إلى غلام يقال له كذا ، وهو يهودي يقرأ التوراة ؛ فيستمع إلى قراءته ، وكان يعلمه الإسلام حتى أسلم ، فعند ذلك قالت له قريش : { إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ } ، ولو كان ما ذكروا أنه كان يعلمه الإسلام فأسلم ؛ فلقائلٍ أن يقول : كيف فهم ذلك الرجل منه لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولسانه غير لسانه ؟ ! على ما أخبر ؛ لكن يحتمل أن يكون ذلك في القرآن ؛ حيث قالوا : { إِنَّمَآ أَنتَ مُفْتَرٍ } ، ثم يقولون : { إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ } ؛ فيقول - والله أعلم - : إنه كيف علمه هذا القرآن ، وهو لا يفهم من لسانه إلا يسيراً منه ؛ فأنتم لسانكم عربي لا تقدرون أن تأتوا بمثله ، ولا بسورة من مثلها ، ولا بآية ؛ فكيف قدر على مثله من لا يفهم لسانه ، ولا كان ذلك بلسانه ؟ ! يخرج ذلك على الاحتجاج عليهم . وبعد ، فإن في قولهم ظاهر التناقض ؛ لأنهم قالوا : { إِنَّمَآ أَنتَ مُفْتَرٍ } ، ثم قالوا : { إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ } ، فالذي علمه غيره ليس بمفتر ؛ إنما يكون الافتراء من ذات نفسه فهو ظاهر التناقض . وقوله : { عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ } . يحتمل : مبين ما لهم وما عليهم ، أو مبين للحقوق التي لله عليهم وما لبعضهم على بعض ، أو مبين : أي بين أنه من عند الله نزل ؛ ليس بمفترى . وهذه الآية ترد على الباطنيّة قولهم ؛ لأنّهم يقولون : إن رسول الله هو الذي ألف هذا القرآن بلسانه ، ولم ينزله الله عليه بهذا اللسان ؛ فلو كان على ما ذكروا ما كان لأولئك ادعاء ما ادعوا على رسول الله من الافتراء . قوله : { يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ } . قال بعضهم : يميلون إليه ، وهو قول أبي عوسجة والقتبي ؛ قالوا : الإلحاد : الميل ، وكذلك سمّي اللّحد لحداً ؛ لميله إلى ناحية القبرِ . وقال الكسائي : هو من الركون إليه ، أي : يركنون . قوله - عزّ وجلّ - : { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ لاَ يَهْدِيهِمُ ٱللَّهُ } . قال الحسن : إنه - والله - من كذب بآيات الله فهو ليس بمهتد عند الله . [ و ] قال أبو بكر : لا يهديهم الله بتكذيبهم الآيات . فهو كله خيال على كل من يشكل ويخفي أن من كذب بآيات الله فهو غير مهتد من يظن هذا ، وقول أبي بكر - أيضاً - من يتوهم أن من كذب بآيات الله أنه يهديه - هذا فاسد ، خيال كله ، وأصله عندنا قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } [ ؛ لعنادهم ومكابرتهم ؛ لأنهم كانوا يعاندون بآيات الله ويكابرونها ، ويكذبون مع علمهم أنها آيات ، وأنها حق أو قال ذلك في قوم علم أنهم لا يؤمنون ] ويموتون عليه ؛ فمن علم منه أنه لا يؤمن لا يهديه . وقوله - عز وجل - : { إِنَّمَا يَفْتَرِي ٱلْكَذِبَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } . لا الذين يؤمنون بها ويصدقونها . { وَأُوْلـٰئِكَ } . الذين كذبوها . { هُمُ ٱلْكَاذِبُونَ } .