Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 11-20)
Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُوا بِٱلإِفْكِ } . أي : بالكذب . { عُصْبَةٌ مِّنْكُمْ } . أي : جماعة منكم . ثم اختلف في قوله : { مِّنْكُمْ } . قال قائلون : كانوا من أصحاب عائشة رموها بما ذكر في الآية . وقال بعضهم : كانوا منافقين ، من نحو : عبد الله بن أبي رأس المنافقين ، وحسان ابن ثابت ، وغيرهما . وقال بعضهم : كان ذلك من الفريقين جميعاً : من أصحاب أبي بكر وأقربائه ، والمنافقين أيضاً . فإن كان ذلك من أصحاب عائشة - رضي الله عنها - وقراباتها فذلك يخرج منهن على الغفلة والعثرة ، ليس على الانتقام والحقد ؛ لأن القرابات والمتصلين بالرحم لا يقصد بعضهم ببعض الانتقام والحقد بمثله ؛ فإذا كان كذلك فيخرج ذلك منهم إن كان مخرج الغفلة والزلة لا مخرج الانتقام . وإن كان ذلك من المنافقين فهو على الانتقام وطلب الشين منهم لها ، وكأن في ظاهر الآية دلالة افتراء الإفك من المنافقين ، ثم تسامع المؤمنون بعد ذلك ، ويتلقى بعضهم من بعض ؛ حيث قال : { لَّوْلاۤ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً } ؛ فإن كان ذلك فهو على ما وصفنا : أن ذلك من المؤمنين غفلة وزلّة وعثرة ، ومن المنافقين انتقام وطلب شين ، والله أعلم . وقوله : { لاَ تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } . قال بعضهم : لا تحسبوه شرّاً لكم ؛ لأنكم تؤجرون وتثابون على ما قيل فيكم من الفحش والقذف بما قرفوا به ؛ بل هو خير لكم في الآخرة ؛ على ما ذكرنا من الأجر . ويحتمل قوله : { بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } في الدنيا ؛ لما برأه الله مما قرفوا به ، ودفع عنهم تمكين ما قرفوا به ، ووعد لهم الجنة بقوله : { أُوْلَـٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } [ النور : 26 ] ، وكان قبل نزول هذه الآية موهوم عند الناس فيها متمكن احتمال ذلك الفعل ؛ ألا ترى أنه قال في آية أخرى : { يٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا ٱلْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ } [ الأحزاب : 30 ] ، وقال : { وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ للَّهِ وَرَسُولِهِ … } الآية [ الأحزاب : 31 ] كانت كالمؤمنات جميعاً موهوم عنهن عند الناس ، محتمل ذلك ؛ فلما قرفت - رفع الله ما كان موهوماً عند الناس قبل ذلك ، ووعد لهم الأجر الكريم والرزق الحسن بقوله : { أُوْلَـٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } : فلا شك أن ذلك خير لهم في الدنيا وشر لأولئك الذين رموها حتى لم يتجاسر أحد بعد ذلك ، ولا اجترأ أن يظن فيها ظن السوء ، فضلا عن أن يقول فيها سوءاً ، وقصّة عائشة - رضي الله عنها - طويلة ، لكنا نذكر ما كان بنا إلى ذلك حاجة . أو أن يقال : بل هو خير لكم لما أنزل الله - تعالى - فيهم آيات فيها براءتهم عما قرفوا به تتلى تلك الآيات إلى يوم القيامة ، وذلك خير لهم ، والله أعلم . وقوله : { لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ مَّا ٱكْتَسَبَ مِنَ ٱلإِثْمِ } . إثمه : ما قرفها به . { وَٱلَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } . هو ذلك المنافق الذي ألقى ذلك في الناس ، { لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } : فيه دلالة أنه يموت على نفاقه ، وكذلك مات على نفاقه ؛ فلحقه ذلك الوعيد ، قيل : هو عبد الله بن أبي ابن سلول ، والله أعلم . وقال بعضهم : { وَٱلَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ } ، أي عظمه من المعصية ، يعني : عبد الله بن أبي ابن سلول { لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } ؛ لأنه كان منافقاً . وقوله : { لَّوْلاۤ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً } . قال بعضهم : هلا إذ سمعتموه قذف عائشة - رضي الله عنها - بصفوان كذبتم أنتم أولئك القذفة ، يقول : ألا ظن بعضهم ببعض خيرا ، وهلا قالوا : { هَـٰذَآ إِفْكٌ مُّبِينٌ } ، يقول الله : هلا قالوا : القذف كذب مبين ، وعلى هذا يخرج - أيضاً - قوله : { لَّوْلاَ جَآءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ } ، أي : هلا قالوا لهم : جيئوا بأربعة شهداء على قذفكم إياهم ؛ فإذا هم { لَمْ يَأْتُواْ بِالشُّهَدَآءِ فَأُوْلَـٰئِكَ عِندَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْكَاذِبُونَ } . ويحتمل أن يكون قوله : لولا إذ سمعتموه ظننتم بهم ظنا : ما يظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا دون أن قالوا : إفك مبين . أو أن يكون التأويل : إن لم يظن أحد منكم بنفسه إذا كان مع أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ذلك ] ، فكيف ظن بصفوان ذلك إذا كان هو مع أزواجه ؟ ! أو أن يقال : إذا لم يكن يظن أحد منكم بأمهاته ومحارمه ذلك ، فكيف ظنّ بأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن أمّهاتكم وأمّهات جميع المؤمنين ؟ ! والله أعلم . وقوله : { لَّوْلاَ جَآءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ } . أي : لم يكن لهم بما قذفوا شهداء ، ولا يجدون على ذلك شهداء . وجائز أن يكون قوله : { لَّوْلاَ } ، أي : لم يكن ؛ كقوله : { فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ ٱلْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ } [ هود : 116 ] ، أي : لم يكن من القرون من قبلكم أولو بقية { يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْفَسَادِ فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً } [ هود : 116 ] . وإلا على تأويل ( هَلا ) يبعد ؛ لأنّه لم يكن لهم شهداء على ذلك ؛ فكيف يأتون ؟ ! وقوله : { فَإِذْ لَمْ يَأْتُواْ بِالشُّهَدَآءِ فَأُوْلَـٰئِكَ عِندَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْكَاذِبُونَ } . وإن أتوا بالشهداء على أمر عائشة كانوا كاذبين أيضا ؛ فدل أن تأويل قوله : { لَّوْلاَ جَآءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ } ، أي : لم يكن شهداء ؛ فكيف قذفوها ؟ ! والله أعلم . وقوله : { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَآ أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } . هذا يحتمل وجهين : [ أحدهما ] : { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ } : حيث أنزل في قذفكم عائشة بصفوان آيات في براءتهما حتى تبتم عن ذلك ، وإلا لمسّكم العذاب في الآخرة بذلك . والثاني : { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ } لمسكم العذاب ، ولعاقبكم بما قلتم في عائشة في الدنيا ؛ على هذا التأويل : العذاب الموعود : في الدنيا ، وعلى التأويل الأول : الوعيد في الآخرة ، لكن بفضله ورحمته دفع عنكم ، والله أعلم . وقوله : { فِي مَآ أَفَضْتُمْ فِيهِ } ، أي : خضتم فيه . وقال بعضهم في قوله : { بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً } ، أي : بأمثالهم خيراً ، تأويله : لولا ظن المؤمنون بأمثالهم خيرا دون أن يظنوا بهم شرا . وفيما عظم الله - عز وجل - أمر القذف وشدد فيه ما لم يشدد في غيره ولم يعظم وجوه : أحدها : قطع طمع أهل الفجور والريبة فيهن ، لئلا يطمع أحد منهم في المحصنات وأولاد الكرام ذلك الفضل ، فقطع طمعهم بما شدّد فيه ؛ لئلا يقرفن بذلك ، ولا يطمع فيهن ذلك . والثاني : بترك الناس الرغبة في مناكحة المحصنات وأولاد الكرام ، ويرغبون فيمن دونهن ، ويحدث أيضاً الضغائن والعداوة بين القذفة وبين المتصلين بالمقذوفات . وقوله : { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ } لكان كذا : هذا من الله على الإيجاب ، أي : قد كان منه ذلك ، وإذا كان مضافاً إلى الخلق فهو على أنه لم يكن ذلك ؛ ولذلك تأولوه : هلا . وعن ابن عباس أنّه قال في قوله : { لَّوْلاۤ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ } ، يقول : قال للمؤمنين : { لَّوْلاۤ } : هلا إذ بلغكم عن عائشة وصفوان { ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً } ، يقول : فظننتم بعائشة ظنكم بأنفسكم ، وعلمتم أن أمكم لا تفعل ذلك ، وكذلك المؤمنة لا تفعل ذلك ، وقلتم : هذا إفك مبين . { لَّوْلاۤ } : هلا جاءوا عليه بأربعة شهداء على قولهم ، ويصدّقوهم على مقالتهم ، فإذا لم يأتوا بالشهداء كذبتموهم ؛ فأولئك عند الله هم الكاذبون ، وهو قريب مما ذكرنا فيما تقدم . وقوله : { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ } بالتشديد ، أي : تقبلونه ، وتلقونه - بالتخفيف - أي : تأخذونه من الولق ، وهو الكذب ، وكذلك قرأت عائشة . وقال أبو عوسجة : { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ } ، أي : تقولونه ، قال : تلقيت الكلام ، ولقنت وتلقنت : واحد . وقوله : { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ } من غيركم . { وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ } فيما بينكم . وجائز أن يكونا جميعاً واحداً ، أي : تتكلمون بألسنتكم ، وتقولون بأفواهكم { مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ } أي : من غير أن تعلموا أن الّذي قلتم من القذف قد كان ، والله أعلم . وقوله : { وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً } قال بعضهم : تحسبون القذف ذنباً هيناً . { وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ } في الوزر . وجائز أن يكون قوله : { وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً } : في الّدين ؛ لأن القذف يحدث نقصاناً في الدين ، والنقصان في الدين عظيم عند الله وتحسبونه أنتم هيناً . ثم وعظ الذين خاضوا في أمر عائشة فقال : { وَلَوْلاَ } يقول : [ هلا ] { إِذْ سَمِعْتُمُوهُ } أي : القذف ، { قُلْتُمْ مَّا يَكُونُ لَنَآ } أي : ما ينبغي لنا أن نتكلم بهذا الأمر ، وهلا قلتم : { سُبْحَانَكَ هَـٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ } لعظم ما قالوا فيها ، والبهتان : الذي يبهت ، فيقول : ما لم يكن من قذف أو غيره . وقال أبو عوسجة : البهتان : الكذب ، يقال : بهت أي : كذب . { يَعِظُكُمُ ٱللَّهُ أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَداً } أي : القذف أبداً . { إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ * وَيُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلآيَاتِ } في بيان ذلك وبراءتهم ، أو يبين أوامره ونواهيه . { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } أي : عليم بكل شيء من قول أو فعل ، حكيم يضع كل شيء موضعه . وقوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَاحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } كان أصل النفاق هم الذين أحبوا أن تشيع الفاحشة ، وإلا أهل الإسلام لا يحبون ذلك في المؤمنين { لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } في الآخرة ؛ لنفاقهم وقرف عائشة . وأما في المؤمنين فهو ما قال : { يَعِظُكُمُ ٱللَّهُ أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ } . وروي عن عمرة عن عائشة قالت : " لما نزل عذري قام رسول الله على المنبر ، فذكر ذلك ، وتلا القرآن ، فلما نزل أمر برجلين وامرأة فضربوا حدَّهم " . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب عبد الله بن أبي ، وحسان ، ومسطح بن أثاثة الحد ، وفي بعض الأخبار : وامرأة أيضاً ، وقيل : خمسة ، لكل واحد ثمانين جلدة . ثم ما ذكر من قذف عائشة أنه بهتان عظيم وقوله : { وَتَحْسَبُونَهُ } { وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ } ونحوه فجائز أن يكون في قذف كل محصنة بريئة دون أن يكون ذلك خصوصا لعائشة ، وهو كما ذكر في قذف المحصنات { وَٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَاتِ } . وقوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَاحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } هذا يحتمل وجهين : أحدهما : يشيعون الفاحشة ويذيعونها في الذين آمنوا هم الذين تولوا إشاعتها وإذاعتها فيهم لهم ما ذكر من العذاب الأليم . والثاني : يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ؛ ليكون ذلك ذريعة لهم في المؤمنين فيقولون : إن دينكم لم يمنعكم عن الفواحش والمنكر . { لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ } ؛ لأنهم كانوا منافقين [ و ] منهم كان أول بدء القذف ، وبهم شاع ؛ لذلك كان لهم هذا الوعيد . وقوله : { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } أي : والله يعلم حقائق الأشياء وأنتم لا تعلمون حقائقها . وفيه دلالة تعليق الحكم بالظواهر دون تعليقه بالحقائق . وقوله : { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ ٱللَّهَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } لم يذكر جواب قوله : { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ } ، فجوابه ما ذكر في قوله : { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً } بفضله يزكو من زكا ، وبرحمته يصلح من صلح ، لا يصنع من نفسه .