Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 21-29)

Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا } : قال أهل التأويل : { لاَ يَرْجُونَ } أي : لا يخافون ولا يخشون لقاءنا ، أي : البعث بعد الموت . وقال أهل الكلام : الرجاء : هو الرجاء لا الخوف ، لكن جائز أن يكون في الرجاء خوف ، وفي الخوف رجاء ؛ لأن الرجاء الذي لا خوف فيه هو أمن ، والخوف الذي لا رجاء فيه إياس ، فكلاهما مذمومان : الإياس والأمن جميعاً . وقوله : { لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْنَا ٱلْمَلاَئِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا } : جائز أن يكون قولهم : لولا أنزل علينا الملائكة رسلا دون أن أنزل البشر رسلا إلينا ؛ لإنكارهم البشر رسولا ؛ كقولهم : { مَا هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } [ المؤمنون : 24 ] . ويحتمل قولهم : { لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْنَا ٱلْمَلاَئِكَةُ } : بالوحي والرسالة لنا دونك ، ونحن الرؤساء والملوك والقادة دونك ؛ يقولون : لو كان ما تقول حقّاً وصدقاً أنك رسول ، وأنه ينزل عليك الوحي والملك فنحن أولى بالرسالة منك ؛ إذ نحن الملوك والرؤساء ؛ كقولهم : { لَوْلاَ نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } [ الزخرف : 31 ] وأمثال هذه الأفكار . ثم الرسالة لمن هو دونهم في الدنياوية . أو أن يكون ذلك ؛ كقولهم : { لَوْلاۤ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً … أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ } [ الفرقان : 7 - 8 ] أي : رسول أو نرى ربنا عيانا ونكلمه ونسأله عن ذلك ، والله أعلم . وقوله : { لَقَدِ ٱسْتَكْبَرُواْ فِيۤ أَنفُسِهِمْ } : الاستكبار : هو ألا يرى غيره مثلا له ، ولا عدلا ولا شكلا في نفسه وأمره ، فإن كان هذا فهو ما لم يروا رسول الله أهلا للرسالة وموضعاً لها ؛ لفقر ذات يده وحاجته ، ورأوا أنفسهم أهلا لها ، فاستكبارهم هو ما لم يروا غيرهم مثلا ولا شكلاً لأنفسهم ؛ فاستكبروا ولم يخضعوا لرسول الله ، ولم يطيعوه ، ولم يتبعوه أنفا منه ، بعد علمهم أنه محق في ذلك وأنه رسول إليهم . وقوله : { وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً } : قال بعضهم : العتو : هو الجرأة ، وهو أشدّ من الاستكبار . وقال بعضهم : العتو : هو الغلو في القول غلوا شديداً . وقال بعضهم : هو من التكبر . وقوله : { يَوْمَ يَرَوْنَ ٱلْمَلاَئِكَةَ لاَ بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً } : قال الحسن : حجرا محجورا : كلمة من كلام العرب ؛ إذ كره أحدهم الشيء قال : حجراً حرام هذا ، فإذا رأوا الملائكة كرهتهم ، وقال : حجراً محجورا ، فعلى هذا القول الكفرة هم يقولون : حجراً محجورا ؛ إذا رأوا الملائكة وما معهم من المواعيد . قال بعضهم : إن الملائكة يتلقون المؤمنين بالبشرى على أبواب الجنة ، ويقولون للكفرة : لا بشرى لكم ، ويقولون : حجراً محجورا ، أي : تقول الملائكة : حرام البشرى للمجرمين ، أو حرام عليهم الجنة أن يدخلوها ، والحجر على هذا القول هو الحرام . وقال بعضهم : الحجر هاهنا المنع والحظر ، يقولون : إنهم يمنعون ويحظرون عما طمعوا وقصدوا بعبادتهم الملائكة والأصنام التي عبدوها ، حيث قالوا : { هَـٰؤُلاۤءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ ٱللَّهِ } [ يونس : 18 ] و { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَىۤ } [ الزمر : 3 ] فيقول : يمنع عنهم ما قصدوا وطمعوا بعبادتهم . أو يكون المنع : ثواب الخيرات التي عملوها في هذه الدنيا من صلة الأرحام والصدقات ونحوها ، مما هي في الظاهر خيرات منعوا ثوابها في الآخرة ؛ كقوله : { وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنْقَلَباً } [ الكهف : 36 ] ، وقوله : { وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّيۤ إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ } [ فصلت : 50 ] ونحو ذلك كله ، والله أعلم . وقوله : { وَقَدِمْنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً } : هو ما ذكرنا من الأعمال عملوها في هذه الدنيا رجاء أن يصلوا إليها في الآخرة ، فجعلناها هباء منثورا . قال أهل التأويل : { وَقَدِمْنَآ } أي : عمدنا وقصدنا إلى ما عملوا من عمل . لكن عندنا : جعلنا أعمالهم تلك في الأصل هباء منثورا . وقال بعضهم : منبثا وهو رهج الدواب . وقال بعضهم : الهباء المنثور : هو غبار الثياب . وقال بعضهم : هو الغبار الذي يكون في شعاع الشمس ، وهو الذي يسمى : الذر . وقال بعضهم قوله : { حِجْراً مَّحْجُوراً } أي : عوذا معاذا ، يقول : المجرمون يستعيذون من الملائكة . قال أبو عوسجة : { وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً } : هو من التكبر ، ويقال : من الخلاف : عتا عتيا ؛ إذا خالف ، يقال في الكلام : لا تعت علي ، أي : لا تخالفني . وقال بعضهم : هو من الشدة واليبس ؛ كقوله : { وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ ٱلْكِبَرِ عِتِيّاً } [ مريم : 8 ] أي : يابسا . وقال : { حِجْراً مَّحْجُوراً } أي : حراما محرماً ، وحجرت عليه ماله ، أي : منعته من ماله أحجر حجرا . ويقال : حجرت عينه ، أي : لطخت أجفانها بشيء من الدواء . وقوله : { هَبَآءً مَّنثُوراً } أي : لا شيء ، والهباء : هباء النار ، أي : رماداً يكون على أعلى النار إذا خمدت ويقال : هبت النار تهبو هبوا إذا خمدت والجمرة على حالها ، إلا أنه قد غطاه ذلك الهباء ، وكل شيء ليس لشيء فهو هباء ، وتقول : هذا هباء ، أي : لا شيء ، ومنثور : قد نثر . وقوله : { أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً } : وصف عز وجل أعمال الكفرة مرة بالهباء المنثور ، ومرة بالرماد ، ومرة بالسراب ، ومرة بالتراب الذي يكون على الصفوان ، وهو الحجر الأملس إذا أصابه الوابل . ووصف أعمال المؤمنين بالثبات والقرار ونحوه . وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - : " لا ينتصف النهار يوم القيامة حتى يقيل أهل النار في النار ، وأهل الجنة في الجنة ثم قرأ : { أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً } . وكذلك ذكر في حرفه في سورة الصافات : { ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإِلَى ٱلْجَحِيمِ } [ الصافات : 68 ] قرأ هو : { إن مقيلهم لإلى الجحيم } أي : إلى الجحيم . ويشبه أن يكون ذكر هذا لقولهم : { أَوْ يُلْقَىٰ إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا } أي : لنا أموال وجنات ، وليس له من ذلك شيء ، فقال جوابا لهم : { أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً } . وقوله : { وَيَوْمَ تَشَقَّقُ ٱلسَّمَآءُ بِٱلْغَمَامِ وَنُزِّلَ ٱلْمَلاَئِكَةُ تَنزِيلاً } : وصف السماء لهول ذلك اليوم بأوصاف وذكر لها أحوالا ، فقال في آية أخرى : { وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ كُشِطَتْ } [ التكوير : 11 ] ، و { إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ } [ الانشقاق : 1 ] ، و { إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنفَطَرَتْ } [ الانفطار : 1 ] ، وقال : { يَوْمَ نَطْوِي ٱلسَّمَآءَ } [ الأنبياء : 104 ] ، و { يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ } [ الرحمن : 48 ] ونحو ذلك ، وذلك في اختلاف الأوقات ، يكون في كل وقت على الحال التي وصف ؛ وكذلك ما وصف مرة بالهباء المنثور ، ومرة كالعهن المنفوش ، ومرة كثيباً مهيلا ، ومرة قال : { وَتَرَى ٱلْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً } الآية [ النمل : 88 ] ، ونحوه من الأوصاف التي وصفها ، وذلك في أوقات مختلفة ، تكون في كل وقت على حال ووصف الذي وصف ؛ فعلى ذلك السماء لشدة هول ذلك اليوم وفزعه . وقوله : { تَشَقَّقُ ٱلسَّمَآءُ بِٱلْغَمَامِ } أي : تنشق عن الغمام فتبقى بلا غمام ؛ كقوله : { وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ كُشِطَتْ } [ التكوير : 11 ] . وجائز أن يكون قوله : { بِٱلْغَمَامِ } أي : يبقى الغمام فوق رءوس الخلائق يظلهم ، وهذا يدل أن قوله : { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ ٱللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ ٱلْغَمَامِ } [ البقرة : 210 ] إنما معناه : بظلل من الغمام ؛ فإن كان على هذا فيرتفع الاشتباه ، والله أعلم . وقوله : { ٱلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ } : يحتمل إضافة ملك ذلك اليوم إليه ، وإن كان الملك له في جميع الأيام في الدنيا والآخرة - وجوهاً : أحدها : لما أن ملك الآخرة ملك دائم باق بلا فناء له ، وملك الدنيا جعله فانيا لا دوام ولا بقاء [ له ] . والثاني : [ لما ] يقر له جميع الخلائق بالملك له في ذلك اليوم ، وإن لم يقر له البعض بملك الدنيا . والثالث : لما لا ينازعه أحد في ملك ذلك اليوم ، وإن كان له منازع في الدنيا . أو أن يكون المقصود بخلق هذا العالم في ذلك اليوم يظهر للخلق ، ويومئذ يعلم كل أن خلقهم في الدنيا لذلك اليوم كان ، لا للدنيا خاصة . وقوله : { لِلرَّحْمَـٰنِ } : ذكر هنا الرحمن ، وقال في آية أخرى : { لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ ٱلْقَهَّارِ } [ غافر : 16 ] ؛ لتعلم العرب أن الرحمن المذكور في هذه الآية هو الله الذي لا إله إلا هو ذكر في تلك الآية ؛ لأن العرب تسمي وتعرف كل معبود : إلها ، ولا تعرف الرحمن معبودا ولا تسميه الرحمن ، فعرفهم أن الله والرحمن اللذين ذكرهما واحد . وقوله : { وَكَانَ يَوْماً عَلَى ٱلْكَافِرِينَ عَسِيراً } : ظاهر لا شك فيه فكذلك يكون . وقوله : { وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يٰلَيْتَنِي ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً … } الآية : قال بعض أهل التأويل : " نزلت الآية في عقبة بن أبي معيط ؛ كان يؤاخي رسول الله ويواده ، وكان رسول الله يجيبه إذا دعاه إلى طعامه ، فدعا يوما رسول الله إلى طعامه فقال : " لا حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله " ، فشهد بذلك فطعم من طعامه ، فبلغ ذلك أبيّ بن خلف فأتاه فقال : صبوت يا عقبة [ صدقت ] محمداً وأجبته إلى ما دعاك ؟ ! ! فعيره على ذلك حتى رجع عقبة عن ذلك ، وارتد عن دينه " ، وفي الحديث طول ؛ فنزلت الآية في شأنه وصنيعه وندامته وحسرته على ما فعل ، فقال : { وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يٰلَيْتَنِي ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً … } إلى آخر ما ذكر . وذكر أن عقبة وأبي بن خلف قتلا : أحدهما يوم بدر ، والآخر يوم أحد ، ولكن الآية في كل ظالم وكل كافر يكون على ما ذكر . ثم يحتمل قوله : { يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ } على التمثيل ، والكناية عن الندامة والحسرة ؛ لأن من اشتد به الندامة والحسرة والغيظ على شيء كاد أن يعض يديه غيظاً منه على ذلك ؛ كما كنى بغل اليد عن ترك الإنفاق ، وبالبسط عن كثرة الإنفاق والمجاوزة فيه ؛ وكما كنى بالنبذ وراء الظهر عن ترك الانتفاع وقلة النظر فيه والاكتراث إليه ، كقوله : { نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ } [ الأنفال : 48 ] عن الرجوع ونحوه ، وقوله : { يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ } [ آل عمران : 149 ] ، وقوله : { فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا } [ النحل : 94 ] ، وأمثال هذا على التمثيل والكناية عن الرجوع والثبات والأخذ والترك ؛ فعلى ذلك جائز أن يكون عض الأيدي كناية عن شدة الندامة والغيظ على ما حل به . ويشبه أن يكون على التحقيق : تحقيق عض اليد ، يجعل الله عقوبته بعض اليد ؛ كما جعل عقوبة أنفسهم بأنفسهم ؛ حيث جعل أنفسهم حطبا للنار يعذبون ويعاقبون ، والله أعلم . وقوله : { يٰلَيْتَنِي ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً } : السبيل الذي دعاه الرسول إليه . { يَٰوَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً } : يحتمل الإنسان ، ويحتمل الشيطان ، أي : لم أتخذ الشيطان خليلا ، ولم أطعه فيما دعا ، أو الإنسان الذي قلده فيما قلده . وقوله : { لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ ٱلذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَآءَنِي } : يحتمل قوله : { عَنِ ٱلذِّكْرِ } أي : الشرف الذي يذكر به المرء ، أضلني عن ذلك الشرف ، أو أضلني عما يذكرني هذا ، أو أضلني عن الذكر ، أي : عن القرآن : وما فيه من الذكرى ، والله أعلم . وقوله : { وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً } أي : تاركا له متبرئاً منه ، يقول كما قال في آية أخرى حكاية عنه : { إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّنكَ } [ الحشر : 16 ] ، ويقول كما قال : { وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ … } الآية [ إبراهيم : 22 ] أو أن يكون كما ذكر : { ثُمَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ … } الآية [ العنكبوت : 25 ] . أو أن يكون ذلك الخذلان منه له في الدنيا يمنيه بأماني ويزين له أشياء ، ثم لا يوصله إليها .