Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 54-58)

Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ } : كأن فيه إضماراً كأنه قال : أرسلنا لوطاً إلى قومه . { إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } أي : أتاتون الفاحشة وأنتم تبصرون ، وتعلمون أنها فاحشة . { أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهْوَةً } أي : اشتهاء لكم { مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِ } : يقول : تأتون الذكور وتدعون النساء ، وهو ما قال في آية أخرى : { أَتَأْتُونَ ٱلذُّكْرَانَ مِنَ ٱلْعَالَمِينَ … } الآية [ الشعراء : 165 ] . وقوله : { بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } : قال بعضهم : ولكن أنتم قوم تجهلون ، أي : تجهلون الأمر فتعصون . ويشبه أن هذا جواب قول كان من قومه نحو ما قالوا : { لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يٰلُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُخْرَجِينَ } [ الشعراء : 167 ] ، فقال عند ذلك : { بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } ما تقولون ، أي : على جهل ما تقولون ذلك ، أو كلام نحوه ، والله أعلم . وقوله : { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَخْرِجُوۤاْ آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ } . قوله : { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ } في وقت إلا أن قالوا كذا ، لا في الأوقات كلها ؛ لأنه قد كان منهم قول وجوابات نحو ما قالوا : { ٱئْتِنَا بِعَذَابِ ٱللَّهِ … } الآية [ العنكبوت : 29 ] ونحوه ، وقولهم : { إِنَّهمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } ؛ دل هذا منهم أنهم قد علموا أن ما يأتون ويعملون أنه خبيث وفحش ومنكر حيث قالوا : { إِنَّهمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } . ثم يحتمل قولهم هذا وجوهاً : أحدها : أنهم قالوا ذلك استهزاء منهم بهم . والثاني : قالوا : { أَخْرِجُوۤاْ آلَ لُوطٍ } ؛ فإنهم يستقذرون أعمالنا وأفعالنا . والثالث : على التحقيق { إِنَّهمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } . وقوله : { فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ ٱلْغَابِرِينَ } فيه دلالة أن غير الزوجة يجوز أن يسمى أهلا . قال عامة أهل التأويل : أهله : بناته . وفي قوله : { قَدَّرْنَاهَا مِنَ ٱلْغَابِرِينَ } دلالة خلق أفعال العباد ؛ حيث أخبر أنه قدرها من الغابرين ، والغبور والبقاء فعلها ، فأخبر أنه قدر ذلك منها وخلق . وقوله : { مِنَ ٱلْغَابِرِينَ } أي : الباقين في عذاب الله . وفي حرف ابن مسعود : { ولقد وفينا إليه أهله كلهم إلا عجوزا في الغابرين } . وقوله : { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ ٱلْمُنذَرِينَ } أي : ساء مطر المنذرين الذين لم يقبلوا الإنذار ، ولم تنفعهم النذارة .