Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 10-11)
Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً } ، وذلك أنهم كانوا يستنصرون بأولادهم وأموالهم في الدنيا ، ويستعينون بهما على غيرهم ؛ فظنوا أنهم يستنصرون بهم في الآخرة ، ويدفعون بهم عن أنفسهم العذاب ؛ وهو كقولهم : { وَقَالُواْ نَحْنُ أَكْثَـرُ أَمْوَالاً وَأَوْلاَداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ } [ سبأ : 35 ] ؛ فأخبرهم الله - عز وجل - أن أموالكم وأولادكم لا تغني عنكم من عذاب الله شيئاً . وقوله : { وَأُولَـٰئِكَ هُمْ وَقُودُ ٱلنَّارِ } : أي : حطب النار ؛ فهو - والله أعلم - أن الإنسان إذا وقع في النار في هذه الدنيا لا يحترق احتراق الحطب ؛ ولكنه يذوب ويسيل منه الصَّديد ، فقال الله - عز وجل - : إنهم يحترقون في النار في الآخرة احتراق الحطب ، لا احتراق الإنسان في الدنيا ؛ لأنها أشدُّ بطشاً ، وأسرع أخذاً ، وأطول احتراقاً ؛ وعلى هذا يخرج قوله : { وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } : ليس كعذاب الدنيا أنه على الانقضاء والنفاد ؛ ولكن على الدوام فيها والخلود أبد الآبدين ؛ فنعوذ بالله منها . وقوله : { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ } . قيل : كأشباه آل فرعون ، وقيل : كعمل آل فرعون وكصنيعهم ، وكله واحد ، ثم يحتمل بعد هذا وجهين : يحتمل : صنيع هؤلاء وعملهم - كصنيع آل فرعون ومن كان قبلهم بموسى ، في التكذيب والتعنت . ويحتمل بصنيع هؤلاء بما يلحقهم من العذاب بالتكذيب والتعنت ؛ فألحق أولئك من العذاب بتكذيب الرسل ، وتعنتهم عليهم . { وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } : قد ذكرناه .