Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 20-24)
Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } . قوله : { أَلَمْ تَرَوْاْ } : قد ذكرنا أنه يخرج على وجهين : أحدهما : على الخبر : أن قد رأوا وعلموا أنه سخر لهم ما ذكر . والثاني : على الأمر ، أي : انظروا وروا : أنه سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض ؛ لينتفعوا بجميع ما يحتاجون إليه ، ويصلوا إلى مرادهم وحاجتهم وإلى قضاء وطرهم كيف شاءوا بما شاءوا . أو أن يذكر قدرته وسلطانه : أن من ملك تسخير ما ذكر لنا ومكنا وأقدرنا على تدبير استعمال ما سخر لنا والانتفاع به - لقادر على البعث والإحياء بعد الموت ، وأنه لا يعجزه شيء . أو أن يذكر حكمته وعلمه : أن مثل هذا التسخير لا يكون إلا بحكمته ، ولو لم يكن هنالك بعث وعاقبة ، لكان خلق الخلق وتسخير ما ذكر لعبا باطلا ، وعلى ما ذكرنا في غير موضع . وقوله : { مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ } : المسخر ما في السماوات يحتمل : المطر والسحاب والشمس والقمر ، ونحوه مما جعل منافع السماء متصلة بمنافع الأرض ؛ حتى لا تقوم منافع الأرض إلا بمنافع السماء . أو الملائكة ؛ لأنهم قد امتحنوا ببعض ما يقع بمنافع البشر ، والله أعلم . وقوله : { وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً } . ذكر عن ابن عباس أنه قال : " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ، ما هذه النعمة الظاهرة والباطنة ؟ قال : " أما ما ظهر - يا بن عباس - فالإسلام ، وما سوى من خلقك ، وما أسبغ عليكم من الرزق ، وأما ما بطن : ستر مساوي عملك فلم يفضحك بها " ، فإن ثبت الخبر فلا تقع الحاجة إلى غيره ؛ فهو تأويل الآية ، وإلى هذا ذهب عامة أهل التأويل . وجائز أن يكون النعمة الظاهرة هو ما ظهر من الحسن والطهارة . وأما النعمة الباطنة : ما ستر من الأنجاس والعيوب والأقذار ما لو ظهر ذلك لم يدن منه أحد ، لخبثه ونجاسته . وبعضهم يقولون : الظاهرة باللسان ، والباطنة بالقلب . وقال مجاهد : الظاهرة : الإسلام والرزق ، والباطنة : ما ستر من الذنوب والعيوب ، وهو قريب مما ذكر في الخبر المرفوع والله أعلم . وقوله : { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ } . المجادلة في الله : يحتمل في توحيد الله ، أو في الرسالة أنه أرسل أو لم يرسل ؟ أو في البعث : أيبعث أو لا يبعث ؟ ونحوه ، أو يجادل في كتابه . وقوله : { بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ } . أسباب العلم ثلاثة : العقل ، والسنة ، والكتاب . يتفكر وينظر بالعقل ؛ فيعرف ، وبيان السنة والكتاب يبين ؛ فلم يكن مع الذين يجادلون رسول الله في الشيء من ذلك وخاصة أهل مكة : كانوا لا يؤمنون بالرسل والكتب ؛ فكأنه يقول : ومن الناس من يجادل في الله وهم يعلمون أنه ليس معه معقول ولا بيان من السنة والكتاب ، والله أعلم . وقوله : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَآءَنَا أَوَلَوْ كَانَ ٱلشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ } . وقال في آية أخرى : { أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ } [ البقرة : 170 ] ، وقال في آية أخرى : { إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ ءَاثَارِهِم مُّقْتَدُونَ } [ الزخرف : 23 ] ؛ كأنه يقول لرسول الله : أن قل لهم : تتبعون آباءكم وتقلدونهم ، وإن ظهر لكم وتبين أن الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير ، وأنهم من أصحاب السعير ، وتتبعون آثارهم مقتدين بهم وإن ظهر لكم وتبين أن الذي أدعوكم أنا إليه وجئتكم أهدى مما عليه آباؤكم ؛ إذ تتبعون آباءكم وإن ظهر وتبين أن آباءكم كانوا لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون ؟ ! حتى إن قالوا : نعم ، نتبعهم وإن كانوا كما ذكرت - فإنه يظهر ويبين عنادهم ومكابرتهم عند اتباعهم ؛ حيث ظهر الحق لهم فلم يتبعوا ، بل اتبعوا أهواءهم ويظهر كذبهم في قولهم : { وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا } [ الأعراف : 28 ] ، أو في قولهم : إن آباءهم على ما هم عليه ؛ بل في آبائهم من هو على خلاف ما هم عليه ونحوه . وإن قالوا : لا نتبعهم إذا كانوا على ما ذكرت ؛ فعند ذلك يقترن ويثبت عندهم بالحجج والبرهان . وفيه دلالة : أن أهل الفترة يعذبون ويؤاخذون بتركهم الدين والشرائع ؛ لأن هؤلاء الذين أخبر أنهم من أصحاب السعير هم أهل الفترة ما بين عيسى وبين محمد . وأهل التأويل يقولون : أو [ لو ] كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير . ومحمد بن إسحاق يقول : { وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ } [ لقمان : 18 ] ، أي : لا تعرض بوجهك عن فقراء الناس ، أي : إذا كلموك و { مَرَحاً } [ لقمان : 18 ] ، أي : فخرا بالخيلاء والعظمة ، { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } [ لقمان : 18 ] ، أي : بطر ومرح ، فخور في نعم الله لا يأخذ بالشكر ، { وَٱقْصِدْ فِي مَشْيِكَ } [ لقمان : 19 ] : رويدا ، لا تختل في مشيك ولا تنظر حيث لا يحل ، { وَٱغْضُضْ } [ لقمان : 19 ] ، أي : اخفض { مِن صَوْتِكَ } [ لقمان : 19 ] ، أي : من كلامك ، يأمر لقمان ابنه بالاقتصاد في المشي والمنطق ، ثم ضرب للصوت الرفيع مثلا فقال : { إِنَّ أَنكَرَ ٱلأَصْوَاتِ لَصَوْتُ ٱلْحَمِيرِ } [ لقمان : 19 ] لشدة صوتهم . وقوله : { أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ } : يعني : الشمس والقمر والنجوم والسحاب والرياح ، { وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } ، أي : الجبال والأنهار والبحار فيها السفن والأشجار والنبت عاما بعام { وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً } : تسوية الخلق والرزق والإسلام ، { وَبَاطِنَةً } ، أي : ما ستر من الذنوب من ابن آدم فلم يعلم بها أحد ولم يعاقب فيها ، فهذا كله من النعم ؛ فالحمد لله على ذلك حمداً كثيراً كما أصله . وقال في قوله : { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ } : في زعمه أن لله البنات ، أي : الملائكة ، { وَلاَ هُدًى } ، أي : لا بيان معه من الله بما يقول ، { وَلاَ كِتَابٍ } : له فيه حجة . وأصله ما ذكرنا : { يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ } من الوجوه التي ذكرنا : { بِغَيْرِ عِلْمٍ } من جهة العقل ، { وَلاَ هُدًى } أي : ولا بيان من جهة السنة ، { وَلاَ كِتَابٍ } من الله فيه حجة له ، وأسباب العلم هذه ، فلم يكن له شيء مما ذكر ، وبالله العصمة . قال أبو عوسجة : المرح : النشاط ، وهذا لا يكون إلا من الكبر ؛ لأنه يتبختر ، { وَٱقْصِدْ فِي مَشْيِكَ } [ لقمان : 19 ] ، أي : امش مشياً رفيقاً ، { وَٱغْضُضْ مِن صَوْتِكَ } [ لقمان : 19 ] أي : ارفق لا تصوت صوتاً شديداً ، وهذا - أيضاً - من التبختر ، { وَأَسْبَغَ } ، أي : أوسع ، والسابغ : الواسع التام الطويل العريض . وقال القتبي : الأصعر : مُعْرِض الوجه ، [ و ] أنكر الأصوات : أقبحها ، عرفه قبح رفع الصوت في المخاطبة . وقوله : { وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى ٱللَّهِ } . يحتمل قوله : { وَجْهَهُ } ، أي : نفسه ؛ كأنه قال : ومن يسلم نفسه لله ، وجعلها سالمة له لم يجعل لأحد فيها شركا . { وَهُوَ مُحْسِنٌ } . في عمله إلى نفسه ، أي : لا يستعملها إلا في طاعة الله ، وفيما أمر به ، فإذا فعل ذلك ، { فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ } ، أي : فقد استمسك بأوثق العرا وأثبتها ؛ على ما ذكر في آية أخرى : { لاَ ٱنفِصَامَ لَهَا } [ البقرة : 256 ] ، أي : فقد استمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها ولا انقطاع ولا زوال ؛ لأنها ثبتت بالحجج والبراهين ، لا بالهوى ؛ فكل شيء ثبت بالحجة والبرهان - فهو ثابت - أبدا لا زوال له ولا انقطاع ، وكل شيء ثبت بالهوى ؛ فهو يزول وينقطع عن قريب ؛ لزوال الهوى . وجائز أن يكون قوله : { وَجْهَهُ إِلَى ٱللَّهِ } ، أي : يسلم وجه أمره لله ؛ فالوجه عبارة وكناية عن أمره ، أي : يسلم أمره إلى الله ويفوضه إليه . أو يكون كناية عن نفسه ؛ فتأويله ما ذكر بدءاً . وأهل التأويل يقولون : { يُسْلِمْ وَجْهَهُ } ، أي : دينه لله ، أي : يخلص دينه لله ، كقوله : { وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا } [ البقرة : 148 ] أي : لكل أهل دين ومذهب ، والله أعلم . وقوله : { وَهُوَ مُحْسِنٌ } يحتمل وجوهاً : أحدها : ما ذكرنا : وهو محسن إلى نفسه في عمله : لا يستعملها إلا فيما أمر بالاستعمال فيه ، وهو طاعة الله لا يوقعها في المهالك . أو هو محسن إلى الناس بالمعروف والبر . أو محسن ، أي : عالم ؛ كما يقال : أحسن ، أي : علم . وبعض أهل التأويل يقول : { وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى ٱللَّهِ } ، أي : أخلص عمله لله ، { وَهُوَ مُحْسِنٌ } ، أي : مؤمن ؛ كقوله : { وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ } [ طه : 112 ] ، وهو قول : ابن عباس ومقاتل ، يقول : { وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى ٱللَّهِ } ، أي : يخلص دينه لله ، { وَهُوَ مُحْسِنٌ } : في عمله ، { فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ } . وقوله : { فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ } : هو ما ذكرنا : أنه استمسك بأوثق العرا وأثبتها ؛ لأنه إنما ثبت بالحجة والبرهان لا بالهوى والتمني ، والله أعلم . وقوله : { وَإِلَىٰ ٱللَّهِ عَاقِبَةُ ٱلأَمُورِ } . هذا يخرج على وجوه : أحدها : وإلى الله تدبير عاقبة الأمور وتقديرها ، لا إلى الخلق . والثاني : إلى من له التدبير والتقدير يرجع عاقبة الأمور . أو أن يخص رجوع عاقبة الأمور والمصير والرجوع إليه والبروز له والخروج ، وإن كانوا في جميع الأوقات كذلك ؛ لما ذكرنا - أن المقصود من خلق هذا العالم - العالم الثاني ، والمقصود من خلق الدنيا : الآخرة ؛ إذ به يصير حكمة وحقا ؛ فخص ذلك له وأضافه إليه لذلك . أو يذكر ذلك ؛ لما لا ينازع في ذلك اليوم وقد نوزع في هذه ؛ ولذلك قال : { لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ ٱلْقَهَّارِ } [ غافر : 16 ] . وقوله : { وَمَن كَفَرَ فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُ } . حزنا تتلف وتهلك فيه ، كقوله : { فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ } [ فاطر : 8 ] ؛ فيخرج قوله : { فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُ } على التخفيف عليه والتسلي ، ليس على النهي ، وكذلك قوله : { فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ } [ فاطر : 8 ] على التخفيف عليه والتيسير ، ليس على ترك الإشفاق والحزن عليهم ؛ لأن رسول الله كادت نفسه تهلك ؛ إشفاقاً عليهم وحزناً على كفرهم ؛ فيخرج ذلك على التخفيف عليه والتسلي . والثاني : قوله : { فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُ } : لا يحزنك تكذيبه إياك ؛ فذكر كفره ؛ لأنه بتكذيبه ما يصير كافرا وهو سبب كفره ؛ كقوله : { وَلاَ يَحْزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْكُفْرِ … } الآية [ آل عمران : 176 ] : كان رسول الله يحزن ويهتم بتكذيبهم إياه فيما يقول ويخبر عن الله ، فيقول : لا يحزنك تكذيبهم إياك ؛ فإنهم إلينا يرجعون فنجزيهم ونكافئهم جزاء التكذيب . والثالث : { فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُ } ، أي : فإن ضرر ذلك الكفر عليهم لا عليك ؛ كقوله : { مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ … } الآية [ الأنعام : 52 ] ، ونحوه من الآيات ، يخبر رسوله ألا يحزن على كفر من كفر ؛ فإن ضرر ذلك يلحقه ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوۤاْ } . هذا وعيد ، أي : إلينا مرجعهم فننبئهم عما غفلوا عنه واختاروه في الدنيا ، فيحفظونه ويتذكرون ما عملوا . أو أن يكون قوله : { فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوۤاْ } ، أي : نجزيهم ونكافئهم جزاء أعمالهم ومكافأتهم . { إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } . أي : عالم بما كان منهم وما جزاؤهم ، والله أعلم . وقوله : { نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً } . أي : في الدنيا ؛ لأن متاع الدنيا قليل ، على ما وصفه : { قُلْ مَتَاعُ ٱلدُّنْيَا قَلِيلٌ } [ النساء : 77 ] ، أي : يتمتعون [ و ] يعمرون بذلك القليل . { ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِيظٍ } . يذكر هذا مقابل ما ذكر لأهل الجنة ؛ حيث قال : { خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً } [ الكهف : 108 ] ، فيخبر أن أهل النار يضطرون ويدفعون إلى النار ، لا أنهم يدخلونها اختيارا ؛ كقوله : { يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا } [ الطور : 13 ] . وقوله : { غَلِيظٍ } جائز أن يكون كناية عن امتداده وطوله . وجائز أن يكون كناية عن شدته وألمه أو جراحته ؛ كقوله : { تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ … } الآية [ المؤمنون : 104 ] . وقيل : يغلط عليهم العذاب لوناً بعد لون ، والله أعلم .